أجنحة | ظفار كما لم نراها من قبل

بقلم: حمدان بن علي البادي | كانت الأيادي مرفوعة بدعوات صادقة  لرب العباد أن  يلطف بعمان وأن ينجلي الإعصار مكونو حيث لا ضرر ولاضرار  وأن يترك خيره  على الأرض والعباد وقد وسعت رحمة الله كل تلك الدعوات فمر بسلام  تاركا خيره على المكان والإنسان مسجلا نسبه بسيطة من الخسائر في الأنفس والممتلكات. 

وقد أكد مكونو أن عمان متحدة برجالها يعتصمون بحبل الله والوطن  في صور من التكاتف الرائع الذي خفف من وطء الإعصار وكشف عن معدن الإنسان العماني الأصيل وأظهر لنا وجه ظفار  السياحي الجميل حيث رأينها كما  كما لم نراها من قبل بهدير شلالات الأودية في أوج تدفقها لترسم لوحة من الجمال لم تألفها العيون حيث وادي دربات الشهير والشلال الكبير  في أفضل حالاته وكهف طيق العظيم وقد أمتلى بالماء نسأل الله أن يديم الخير الوفير على هذه الأرض وأن يبعد عنها الأعاصير وأن يروي الأرض وينبت الزرع. 

 ظفار كما بدأت من الجو بفضل عدسات محترفي التصوير  في تلك اللحظات الصعبة ظهرت جميلة كما لم نراها من قبل وكانت محط اهتمام ومتابعة من مختلف وسائل الإعلام التقليدية والحديثة  تصدرت المشهد السياحي في الأيام الماضية  بما كشفت عنه من جمال خارج وقت الخريف وبالتأكيد سيهم هذا الحدث في أن تكون ظفار محط أهتمام السياح ليشدوا رحالهم إليها هذا الصيف ، ولأن ظفار  ستجتاز هذا الحدث بتكاتف الجميع فإن الموسم السياحي سيكون حاضرا وسيوثق هذه التجربة  وهناك تفاؤل كبير  بموسم سياحى استثنائي سيأتي قبل موعده حيث تزهّر الأرض وتكتسي الأشجار بالخضرة  وتتدفق العيون المائية متأثرة بكمية الامطار التي هطلت ، ولن تؤثر الأضرار التي لحقت بالمحافظة على الموسم السياحي حتى وأن كانت  تحتاج إلى وقت حتى تعود بأفضل مما كانت عليه في السابق، ونحن نثق في الجهود التي تبذلها مختلف الجهات لإعادة ظفار إلى ماكانت عليه بعد أن بعثر مكونو الكثير من جمالها . 

وشهدت الخدمات الرئيسية التي تخدم  السياحة  بعض التأثيرات البسيطة عادت بموجبها إلى الخدمة مثل شبكة الطرق الحديثة التي كانت تربط أطراف المحافظة  والتي  يجري العمل بوتيرة متسارعة لإعادتها  فتح الحركة وانسيابيتها بشكل طبيعي كما تأثرت عدد من شبكات الاتصال والكهرباء وقد عادت  للخدمة خلال فترة وجيزة أما مطار صلالة فقد كان خارج نطاق تأثيرات الإعصار  وتبقى هناك بعض  الفنادق ستكون خارج الخدمة الى ما قبل انطلاق الموسم،  لحين الإنتهاء من إعادة صيانة ما طال تلك الوحدات من أضرار ونأمل ألا تطول حتى تكون جاهزة لاستقبال السياح في الأيام القادمة.  

وفي الاخير نقول من المهم  توثيق إعصار  مكونو  ليكون متاحا  أمام الجميع وخاصة  السياح كجزء من التجربة الإنسانية في التعامل مع الأعاصير لتبقى حاضرة في ذهن الأجيال القادمة والإستفادة منها في مواجهه ما قد تتعرض له السلطنة مستقبلا من انواء مناخية خاصة أن جميع بلدان العالم تسعى لتوثيق تجاربها بخيرها وشرها لتبقى شاهد للأجيال القادمة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*