زوايا | صلالة ومتعة الصيف الآمن

بقلم : د. رجب بن علي العويسي | تستعد محافظة ظفار في الأيام المقبلة لاستقبال أفواج السياح من المواطنين والمقيمين ومن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في بداية استثنائية لفصل الخريف هذا العام، الذي سيكون في أجمل حلية وأبهى زينة في إبهاره وجمالياته، فالأنواء المناخية التي تعرضت لها المحافظة في يونيو المنصرم، أدت إلى تساقط كميات كبيرة جدا من الامطار على ولايات المحافظة وزيادة في منسوب المياه نتج عنها امتلاء السدود وجريان الأودية وتدفق العيون والشلالات المائية بصورة غير مسبوقة.

وهو ما يشكل فرصة كبيرة لاتساع المساحات الخضراء وانتشارها وكثافتها التي ستغطي معظم جبال وسهول وأدوية المحافظة بما ينعكس على جماليات خريف هذا العام خاصة مع بدء نزول غيث فصل الخريف بوقت سابق على موعده، وهو ما يعزز التوقعات بأن يكون خريف هذا العام مميزا بكل معنى الكلمة، وفرصة أكبر للمواطنين والخليجيين في جعل محافظة ظفار أهم الوجهات السياحية المرشحة لاستقبال أفواج كبيرة من السياح هذا العام، في ظل ما شهدته المحافظة أيضا من جهود وطنية مكثفة  قامت بها أجهزة الدولة العسكرية والأمنية والمدنية في إعادة الأمور إلى نصابها، وتأهيل شبكات الطرق والاتصالات والمياه وتهيئتها بكامل امكانياتها  لتقدم خدماتها للسياح من داخل السلطنة وخارجها. 

إن محافظة ظفار الجميلة بما تتميز به من بيئات سياحية متنوعة ومحطات ترفيهية متعددة، بجبالها ومسطحاتها الجميلة التي يزينها الاخضرار، وعيونها التي تتدفق بشكل أكثر عن ذي قبل، وشلالات دربات التي هي شاهدة للحكمة الربانية وما أودعه الله في وطني من جمال وإبهار، سوف يضيف لرحلة الصيف إلى صلالة بهاءً وجمالا ونظارةً أكبر وفرصا أوسع لإضافة الابهار في لحن الجمال وأنشودة الخريف المغناة من شدو الطبيعة وتغاريد الطفولة وحكايات الماضي وتراثه المعطر برائحة اللبان ودخون العود، ومواقع أرض اللبان وموقع البليد الأثري، والمحطات الترفيهية والغنائية المتنوعة التي سيقدمها مهرجان صلالة السياحي.

وهي بذلك منطلق لبناء إرادة وطنية تتكاتف خلالها جهود المواطنين في تعزيز السياحة الداخلية ويبقى على المواطن كيف يستفيد من هذه الفرص في  بناء سلوك إيجابي ومسار أخلاقي واضح في التعامل مع مقوماتها الطبيعية المتنوعة وإظهار محاسنها بكل ذوق واحترام بقيمتها الجمالية، وتقدير كل الجهود الساعية الى جعل صفاء هذه البيئة ونظافتها ونقائها وعذوبتها وجمالها ودلالها مرتبط بمساحات الوعي السياحي والسلوك الآمن والشعور بالمسؤولية الشخصية، كونه الرهان الذي يمكن أن يضيف  لمتعة الصيف في صلالة فرصا أكبر لصيف آمن بعيدا عن المنغصات والأحزان، يجعل منها أولوية سياحية وحضورا في قناعة المواطن واهتمامه.

 إن مسؤولية المواطن اليوم أن يؤسس لهذه الثقافة السياحية ويؤطرها في اخلاقياته وتعامله مع كل البيئات السياحية في المحافظة، فيصنع منها فرصة أكبر للترويج والتسويق للسياحة الوطنية التي هي مسؤولية كل مواطن، ومحافظة ظفار خير من تستحق منا كمواطنين هذا الاهتمام والترويج لمقوماتها السياحية التي تزخر بها وإبرازها بالشكل الذي يبني في النفس شغف الوصول إليها لزيارة معالمها السياحية والأثرية والتراثية والوقوف على شواهد التميز الذي تتميز به هذه المحافظة الواعدة.

Rajab.2020@hotmail.com

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*