بقلم: يوسف بن أحمد البلوشي | حينما تهب هبوب الصيف الحارة على أجزاء من منطقة الخليج، نرتحل إلى مصايف ذات هبوب باردة تنعش الأفئدة وتوفر للسياح من الأفراد والأسر الراحة والاستجمام في رحلة سياحية سواء في بلدان قريبة عربية أو آسيوية أو أوروبية.
لدينا في السلطنة وجهات سياحية شكلت مصيفا للسياح الخليجيين أو العمانيين على وجه الخصوص، وتتمثل هذه الوجهات في موسم الخريف في محافظة ظفار والذي يعرف بخريف صلالة. حتى أصبحت صلالة بموسم خريفها مزارا سياحيا مهما يقصده الخليجيون والعمانيون طوال فترة الصيف.
في السنوات الماضية أخذ موسم الخريف يتناقص سياحيا من حيث مدته، بسبب دخول شهر رمضان في الموسم السياحي وبالتالي يتناقص عدد السياح مع تناقص أيام الموسم لان السياح يقصدون وجهاتهم بعد شهر رمضان وحتى قبيل العودة الى المدرسة مع انطلاق الموسم الدراسي.
ولكن هذا العام يدخل موسم الخريف بعد شهر رمضان وبالتالي هناك متسع من الوقت لطول الموسم السياحي هذا العام الذي يبدأ فلكيا من 20 يونيو الى آخر شهر سبتمبر من كل عام.
السؤال الذي نوجهه الى جهات الاختصاص والتي بلا شك متعددة منها بلدية ظفار كجهة معنية عن المهرجان وأيضا وزارة السياحة كجهة تعنى بالسياحة عامة في محافظات السلطنة أو حتى مكتب مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية الذي يلعب دورا في تعزيز السياحة الثقافية، كلها جهات معنية بالموسم السياحي فماذا تم حتى الآن لاستقبال الموسم السياحي 2018 مع طول الفترة الزمنية من جانب، ودخول وجهات تنافسية دولية جديدة لسوق السفر أصبحت تنافس بشكل كبير في جذب الأفواج السياحية العمانية والخليجية عامة لأن السائح الخليجي رقم مهم في أجندات الدول التي تسعى لاستقطابه عاما بعد عام سواء من حيث إلغاء التأشيرات السياحية عن السياح أو رخص الفنادق وتوفر الخدمات بجانب روعة الطقس في عدد من الوجهات الناشئة سياحيا.
لا يختلف أثنان على أن صلالة ذات طقس استثنائي في الصيف ولكن هناك قصور في الخدمات التي تتوفر للسائح خلال فترة مكوثه في ظفار. اليوم الدول تسعى لان تجعل السياح يمكثون أطول فترة ممكنة في الوجهة السياحية التي يزورونها وهذا تحدٍ كبيرٍ للكثير من الدول ولكن نجحت بعض الدول، فيما فشلت او لم تحقق بعض الدول رغبة السياح.
صلالة بطقسها استطاعت ان تنافس وجهات أوروبية ولكن الجهات القائمة على الموسم لم تستطع ان تحافظ على السياح سنويا خاصة في موسم الصيف سواء السائح المحلي او الخليجي وأصبح العدد يتناقص، كما بات البعض يقول ” ماذا في صلالة” غير الطقس.
لذلك ننتظر أن يجيب المسؤولون عن موسم السياحة الصيفي عن هذا السؤال ، ماذا في صلالة يجعلها تجذب السياح هذا العام، برقم أكبر عن الموسم الماضي، في ظل تنافس كبير قد يكون أكبر تحدٍ هذا العام سيشهده موسم الخريف 2018 مع تدشين رحلات لطيران السلام والطيران العُماني لوجهات سياحية جاذبة للخليجيين والعمانيين.