د. رجب بن علي العويسي | في سماء بلد الوصول والطائرة تبدأ بالهبوط التدريجي الذي يقترب كثيرا من مدرجها تتجه الأنظار إلى نوافذ الطائرة لتبدأ في حينه كاميرات ركاب الطائرة في رصد جمال المنظر وروعة المشهد ونظارة المكان لتسترق الأعين على جمالياته وابهاره وتسلط الأضواء على تلك الرقعة الخضراء والهندسة المعمارية وطابع الألوان الجميلة التي تزين أرض مسقط العامرة نهارا، او تلك الانوار والأضواء الجميلة في تشكيلتها المختلفة فتبدو مسقط الزاهرة في قمرها المنير وسماؤها الذهبية، لترسم في النفس لوحة جميلة أغنيتها عُمان الأصالة والمعاصرة والبحر والجبل والرمال والشواطئ والأودية والأخوار المائية، في مناظر مبهرة ومساحات تطبع شعورا إيجابيا واسترخاء نفسيا وفكريا، فتقرأ في عالم الطائرة الخارجي رونق أكبر للصورة التي تنسج خيوطها المشرقة بيئات عُمان الجميلة وشعبها الراقي في حضارته ونهضته وأخلاقه.
ومع الإبهار في مبنى المسافرين الجديد في مطار مسقط الدولي كواجهة سياحية وطنية عالمية آمنة مطمئنة بكل المقاييس لكل القادمين لأرض عُمان أو المغادرين منها والمحلقين في فضاءاتها، كانت هناك حاجة إلى واجهات أخرى متعددة في ظل مقومات طبيعية داعمة يشكلها البحر والسهل والجبل، ليبدو إبهار الصورة في حجم المنجز المبهر وتشكيل ملامحه الأولية قبل الدخول فيه او معايشته.
عليه تأتي أهمية حضور هذه الواجهات عبر استغلال المناطق القريبة من المطار أو التي تمر عبرها خطوط الطيران للإقلاع والهبوط، لتشكل مرحلة مهمة في بنية المطار ورونقه بالشكل الذي يمكن خلاله منح مزيد من الاهتمام بالواجهات الخضراء من خلال عمليات التشجير وزيادة مساحة الرقعة الخضراء المحاذية للمطار من جهة الموالح الشمالية والجنوبية أو من جهة العذيبة ومرتفعات المطار أو منطقة الصحوة والمساحات المرتبطة بحامية المرتفعة والمستشفى العسكري، بالاضافة إلى زيادة الواجهة الضوئية عبر تشكيلة متنوعة من الإضاءة الليلية في الشريط الساحلي الممتد من الغبرة إلى السيب أو المناطق الجبلية المحاذية للمطار على طريق مسقط السريع الممتد من منطقة المعبيلة إلى رمال بوشر، وزيادة حجم الإبهار في عقبة العامرات الجبلية عبر إيجاد مساحة علوية في العقبة يمكن أن تؤدي هذا الغرض. وإبقاء حالة الاضاءة الليلية في المناطق السكنية أو المؤسسات الحكومية بمرتفعات المطار والمساحات المحيطة بالمجمعات التجارية والفنادق أو واجهات العمارات القريبة من المطار.
ومع تقديرنا لما تقوم به بلدية مسقط من جهود في جعل مسقط مدينة جميلة، إلا أننا نجد في إبراز هذه الواجهات بطريقة منظمة إضافة نوعية وإبهارا آخر لمطار مسقط الدولي ترصد خلاله عدسات كاميرات المسافرين وهواتفهم النقالة، جماليات عُمان من السماء وابهارها في عيون زوارها، فهل سنصنع الابهار حول مطار مسقط الدولي ونحن نحلق في فضاءات مسقط وقبل ان نصل الى أروقته وقاعاته وساحاته حيث الابهار في هندسة بنائه وهندسة بناء إنسان هذا الوطن، لتضيف ابهارا آخر للمطار عبر واجهاته الخضراء ومنارات مسقط المضيئة؟