بقلم:د. رجب بن علي العويسي | أظهرت نتائج استطلاع للرأي نفذه المركز الوطني للإحصاء والمعلومات في عام 2017، وتم نشره مؤخرا بأن نسبة الإقبال على السياحة الداخلية بالسلطنة بلغت 57% شكلت فيه محافظات مسقط وظفار وجنوب الشرقية أفضل الوجهات السياحية مرتبة، في حين بلغت نسبة السفر للخارج 51% .
هذا أمر يؤكد على الدور الحيوي الذي تؤديه السياحة الداخلية في تحقيق استراتيجية الدولة في التنويع الاقتصادي، وفي الوقت نفسه مدى الحاجة إلى التفاتة أقوى وأفضل وباستخدام أدوات مبتكرة في تطوير قطاع السياحة الداخلية وتوفير البيئات السياحية الجاذبة بما يسهم في زيادة نسبة الإقبال عليها، والبحث في آليات تضمن زيادة القيمة المضافة المتحققة من تحسينها، وما تعكسه هذه المؤشرات من أهمية البحث عن متطلبات تحقيق سياحة داخلية مستدامة عبر جملة من الحزم التطويرية والتشريعية المتكاملة.
ويأتي زيادة مستوى التنسيق بين المؤسسات وتكامل الجهود كأهم متطلبات إعادة هندسة خارطة السياحة الداخلية، بحيث تتحول إلى جهود منتجة عبر تقاسم المسؤوليات وتفاعل أطر العمل، وتقارب وجهات النظر، بما ينعكس على طبيعة النتائج المتحققة عبر اختصار الاجراءات وكسر حاجز الروتين اليومي في التعامل مع متطلبات الأنشطة السياحية وتقليل فاقد العمليات المتكررة الناتج عن البيروقراطية المتسببة في عملية التأخير والبطء في الاجراءات، وبالتالي قدرة الجهات المعنية سواء كان وزارة البلديات الاقليمية وموارد المياه ووزارة الاسكان والهيئة العامة للكهرباء والمياه ووزارة البيئة والشؤون المناخية وغيرها بمشاركة وزارة السياحة في إيجاد بدائل متنوعة قادرة على تعزيز العمل وفق النتائج وترسيخ ثقافة المسؤولية في ذات الموظفين القائمين على هذه الخدمات.
وبالتالي أهمية تبني أجندة وطنية للتطوير السياحي، قائمة على الاستثمار المنظم المستفيد من الاجازات الاسبوعية أو الوطنية والدينية والإجازات الصيفية ونصف السنوية، التي من شأنها تعميق فرص حضور السياحة الداخلية عبر التركيز على المهرجانات السياحية على مستوى كل ولاية والفعاليات والمناشط المتجددة بها كالفنون الشعبية والمفردات التراثية التقليدية والسباقات المختلفة وألعاب الكبار والأطفال والرياضات المائية والرملية، ومعارض التسوق الاستهلاكي، مراعية طبيعة المستهدفين من الجنسين والفئات العمرية وطبيعة الاحتياج من الألعاب ووسائل الترويح والمرح للأطفال وطلبة المدارس أو لفئات المجتمع الأخرى من الشباب والكبار والتي يمكن فيها توظيف المواهب والخبرات وتعظيم القيمة التنافسية السياحية فيها عبر مبادرات المواطن ومقتنياته وهواياته الخ.
إن إعادة تقييم هذه المتطلبات سوف يعزز من بناء الخارطة السياحية بالولايات وتقوية حضورها في فقه المواطن وثقافته اليومية، مع ما يستدعيه من تحولات في الاعلام السياحي الوطني وفرص التسويق للسياحة الداخلية وتعميق إيجابية المواطن نحوها، وامتلاكه للبيانات والمعلومات الداعمة لجاهزية هذه البيئات عبر تعدد أدوات الرصد واستطلاعات الرأي التي تسلط الضوء على هذه البيئات والميزات التي تكتسبها والخدمات التي تتوفر بها.
Rajab.2020@hotmail.com