ساعات معدودة ويودع العالم، عام 2014، ويستقبل عام 2015، البعض يودع العام بحزن، وآخرون بفرحودول ستودع 2014 بقفزات كبيرة في قطاعات ونجاح خططها واستراتيجياتها، بينما لا تزال دول أخرى تضع خططها لمرحلة عمل جديدة لعلها تخرج تلك الخطط من ظلمة الأدراج إلى شمس النهار لترى النور وتبهج انفس.
في السلطنة نودع خطة 2011 – 2015، لنستقبل خطة 2016 – 2020، وهي آخر خطة في رؤية 2020، التي وضعت لجعل عمان متقدمة في كثير من القطاعات التي تدعم اقتصادها الوطني المرتكز على مصدر دخل وحيد، رغم ان استراتيجية 2020 تجعل مساهمة النفط لا تتجاوز 60 %، من أجل أن ترتفع مساهمة بقية القطاعات في تنويع مصادر الدخل.
لكن، ومع دخولنا المرحلة الأخيرة لرؤية 2020 بدخولنا الخطة الخمسية التاسعة مع بداية العام 2015، نبدو اننا لم نحقق أهداف الرؤية لرفع معدلات مساهمة قطاعات أخرى مع تقليل اعتمادنا على النفط فوق 85 %.
ان عدم الاهتمام بقطاع السياحة في السنوات الماضية، وترددنا في جعله قطاعا مساهما، جعل بلدنا يفقد مصدر دخل كبير، كان بامكانه المساهمة بنسبة كبيرة بجانب قطاعات أخرى، كالثروة السمكية والتعدين والصناعات التحويلية، الا ان عدم السير على منهاج رؤية 2020 التي دفع لخبرائها ملايين الريالات لوضع خطة العمل لها، لكن تغيير استراتيجية العمل مع تغيير وزير ما، جعلنا نتخبط في جعل عمان، دولة متقدمة لا تعتمد على النفط، رغم اهميته على المدى القصير والبعيد، حتى تلعب بقية القطاعات دورها في تنويع مصادر الدخل.
ولعل من نافل القول، التأكيد اليوم على بناء مرحلة جديدة، تنهض بعمان واقتصادها، بحيث نحاول التسريع في ما فات من رؤية 2020، حتى نستطيع ان نحقق أكبر جزء منها خلال 5 سنوات مقبلة، وهي مدة جيدة لرفع معدلات مساهمة قطاعات أخرى، خاصة القطاع السياحي الذي نعول عليه كثيرا في أن يكون محركا للاقتصاد الوطني، ومتقبلا لأعداد من الباحثين عن عمل.
فهل، يمكننا ان نعوض ما فات في سنوات ماضية، ونعمل بروح وطنية بعيدا عن التخبط وتغليب المصلحة الذاتية، لان عمان هي الروح الغالية التي تبقى أمانة في أعناقنا.
رئيس التحرير