مسقط – العمانية |
أشادت البروفيسورة اليسندرا أفنزيني رئيسة البعثة الأثرية العاملة في السلطنة من جامعة بيزا ألايطالية بالجهود التي توليها حكومة السلطنة ممثلة في مكتب مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية بالجهود المبذولة في التنقيب وحفظ الأثار المكتشفة في موقع حصن سلوت الأثري بولاية بهلا بمحافظة الداخلية ومنتزه سمهرم الأثري في محافظة ظفار.
جاء ذلك في حوار خاص مع وكالة ألانباء العمانية حيث بينت البوفيسورة أن الموقعين الأثريين يعتبران كنزين للتراث الثقافي والأهمية البيئية لسلطنة عمان. وذكرت أن الأهمية التاريخية والأثرية لموقع حصن سلوت الذي يمتد على مساحة مائة ألف متر مربع تكمن في ارتباطها المباشر مع بدايات التاريخ العماني والذي بدأ بوصول القبائل العربية إلى عُمان من مختلف مناطق الجزيرة العربية، ويرتبط الموقع بظهور نظام الأفلاج في شبة الجزيرة العُمانية. وقد أدى هذا العمل في موقع حصن سلّوت الأثري إلى ظهور معلم بارز في المنطقة والذي يمكن للسائح زيارته وفهم طبيعته، مضيفةً أن أهمية القطع الأثرية المكتشفة فيه كالأختام والأبراج لها دلالات على عظمة الحضارة التي كانت قائمة هناك في حقبة العصر البرونزي (بداية الألفية الثالثة قبل الميلاد).
كما ذكرت أن المعثورات الأخرى تدل على إتصال حضارة سلّوت بالحضارات الأخرى عن طريق الشبكات التجارية الكبيرة كحضارة وادي الأندس وايران وبلاد الرافدين وأسيا الوسطى.
وأوضحت البروفيسورة أفنزيني أنه لا يمكن الأستهانة بالاكتشافات الأثرية في سلّوت فهي واحدة من أكثر المستوطنات دهشة في شبه الجزيرة العربية وغناها التاريخي، مبينتةً أن إنشاء منتزه أثري في الموقع سيشكل أهمية محورية لإعطاء الزوار والسياح فكرة عن أهمية تاريخ عمان العريق.
وأوضحت البروفيسورة أنه تم ترميم جدار سمهرم وفقاً لمعايير منظمة اليونسكو، بالإضافة إكتشاف قرية أثرية في منطقة سمهرم تسمى (إنقيطات) وأن النتائج كانت مذهلة بحد تعبيرها، حيث أن الوجود الإنساني في هذه القرية يعود إلى فترة قديمة جداً وهي العصر الحجري القديم (ستين ألف سنة قبل الميلاد)، بالأضافة إلى أدلة أخرى تعود إلى أواخر العصر الحجري الحديث (ستة ألاف سنة قبل الميلاد)، موضحةً أن تجارة اللبان الثمينة كان لها بالغ الأهمية في إزدهار هذا الموقع في تلك الحقبة لاسيما أن الاتصالات البرية والبحرية مع شمال عمان ومع بلدان البحر الأبيض المتوسط كانت معروفة في فترة الألفية الثالثة قبل الميلاد.