بقلم: يعقوب بن يوسف البلوشي | تجهيز البنية الاساسية لاي سوق سياحي واعد يتطلب العديد من الدراسات الاقتصادية التي تركز على جدوى بعض المشاريع او الوسائل المتاحة وهو ما يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتحليل لغة السوق وتفنيد متطلباته وقراءة رقمية لجوانب الاستثمار والمدة الزمنية للدخل الذي سيساهم فيه القطاع السياحي في السوق.
ونجد مؤخراً وجود أربعة ملاعب للغولف في محافظة مسقط فقط وهي تشكل استباقاً واضحاً لإعلان مسقط وجهة ذات امتياز سياحي ولفئة مستهدفة من السياح، ولكن هل بالفعل تحتاج مسقط الى 4 ملاعب للغولف في الوقت الراهن .
في قراءة للتطوير التنموي للقطاعات المختلفة في السلطنة نلاحظ ان التطوير بمختلف اشكاله يأتي وفق الحاجة الاقتصادية او الاجتماعية. ولكن ان تمتلي مسقط بـ 4 ملاعب للغولف في غضون 5 أعوام هو امر يتوجب منا وقفة لمراجعة المساحات الممنوحة لهذه الملاعب في ظل ما يحتاجة السوق السياحي فعلياً في المرحله المقبلة. وتتواجد هذه المساحات في مشروع الموج مسقط ومشروع تلال مسقط ومشروع غولف غلا فالي وملعب اخر في الارض التابعة لشركة تنمية نفط عمان في راس الحمراء، واذا ما ركزنا على منطقة راس الحمراء فاننا نجد ان الجانب الاستثماري في المساحة المتاحة تمثل في نادٍ ترفيهي ومجموعة فيلل عقارية وملعباً للغولف علماً بأنه يوجد مسوحات أثرية وشواهد تاريخية في تلك المنطقة بالامكان ان يستفاد منها اذا ما طورت سياحياً ومنحت اهتمام ترويجي كموقع آثري وتاريخي هام.
وتشير الارقام حول أعداد السياح والزوار القادمين للسلطنة بانهم من ذو الفئة المتوسطة والتي غالباً ما تأتي للاستجمام في المنتجعات السياحية او زيارة الاسوق القديمة والقلاع التاريخية. وتمثل فئة الزوار القادمين عبر السفن السياحية اغلب تلك الارقام وهي فئة لا تقضي اكثر من يوم سياحي فقط وليس ليلة سياحية وهو ما يعلل تسميتهم بالزوار وليس بالسياح لان في العرف السياحي الدولي انه بالامكان اعتبار الزائر سائحاً اذا ما قضى 24 ساعة في البلد وصرف اكثر من 100 دولار في الليلة ، ولكن ما نجده في طبيعة هذه الفئات فانها بعيدة كل البعد عن ممارسة لعبة الغولف في الملاعب الاربعة وذلك لضيق الجدول السياحي اليومي لزوار السفن، ونعود لطرح السؤال مرة أخرى هل ستشهد مسقط زياده في أعداد ملاعب الغولف. الامر مرهون بزيادة الطلب من قبل فئات السياح القادمين ونوعية النمط السياحي القادمون لأجله. ونرى في الجانب الآخر ضعف كبير في تنشيط هذه الملاعب الموجودة في تلك المشاريع عبر استضافة فعاليات دولية للعبة الغولف مما يدعم مسأله جذب هواة اللعبة من السياح والأثرياء. ولكن جلّ ما حصل هو استضافة فعالية دولية واحدة فقط في ملعب الغولف التابع للموج مسقط، واذا ما سلمنّا الامر بأن هذه الملاعب قد بُنيت وجاهزه، فإنه علينا ان نضع خططا تسويقية لتنشيط السياحة الرياضية في هذه الملاعب حتى يتحقق عائد ترويجي للسلطنه من خلالها.