بقلم: يوسف بن أحمد البلوشي | تمضي بِنَا السنوات جريا سريعا، وتحيط بِنَا التحديات كل يوم بجديدها في ظل اعتمادنا الوحيد على مصدر النفط كقطاع وحيد للدخل رغم التنوع الذي بالإمكان ان يدر ذهبا على هذه الارض والشعب.
وإذا ما ركزنا على المقومات السياحية التي تزخر بها بلادنا سنجد اننا لم نقدر ما حبانا الله به على تراب هذه الارض من تنوع يشيد به العالم وينهبر من خلاله كل من يزور عمان .
بالامس القريب التقيت مع سياح من ألمانيا يزورون السلطنة وصدفة جلست معهم على طاولة واحدة في أحد الفنادق خارج مسقط، الذي بات وجهة سياحية عالمية للسياح من دول أوروبا وكم هي الفرحة تسر القلب حينما اجد شخصيا تلك الأفواج السياحية تزور السلطنة.
وحينما جالست السياح الألمان تطرقوا لما تزخر به السلطنة من مقومات سياحية فريدة خاصة في هذا الوقت من العام حيث الطقس الجميل للسياح من دول أوروبا الذين يبحثون عن الدفء والشواطىء الجميلة والتي تمثل السلطنة وجهة سياحية بكر لهم .
تحدث السياح عن الكثير بما شاهدوه من طبيعة وتنوع تضاريسي وشواطىء ولا اروع تمثل استرخاء جميلا وشمسا دافئة يتشمس تحت اشعتها السياح من اجل تسمير بشرتهم واكتساب فيتامين “د” الذي لا نعير له اهتماما في بلادنا.
وقبل أيام أكد احد الخبراء المختصين في الجيولوجيا بأن عُمان متحف مفتوح خاصة للعلماء والسياح عامة. وان صخور عُمان تمثل ندرة كبيرة وتنوعا فريدا. وقبلها الكثير من السياح والزوار حينما يأتون السلطنة ينبهرون بطبيعتها البكر من محافظة مسندم الى الجنوب في محافظة ظفار.
ماذا علينا ان نعمل في هذا الوضع الحرج لاقتصادنا، كم تغنينا وصرح المسؤولون عن خطط التنويع الاقتصادي ولكن لا نزال محلك سر للاسف . أين الخلل، هل انفتاحنا سياحيا سيؤثر ام سيدعم التنوع الاقتصادي ، فإذا كانت هناك أكثر من 4 مليارات دولار تخرج سنويا بسبب التحويلات المالية، فإنه بالإمكان تعويضها من السياحة التي ستدر عملة صعبة وتشغيل قوى عاملة من الباحثين عن عمل.
حالة الانتظار وحبس الخطط في الأدراج والتخوف من انفتاحنا السياحي يعطل أشياء كثيرة ويفقدنا فرصا استثمارية ومجموعات سياحية تنبهر بما تملكه بلادنا من تاريخ ومقومات سياحية. علينا ان نتجاوز حالة التردد والمغامرة لنجني ثمارا عديدة تسهم في إنعاش اقتصادنا .
الأرقام التي نطالعها كل يوم تؤكد ان مستقبل السياحة كبير في هذا الوطن المعطاء وتوافد أعداد من السياح من الغرب ومن دول الجوار يعطي مؤشرات إيجابية لفرص سياحية وانتعاش كبير يسهم في ارتفاع مساهمة السياحة لأكثر من 3 في المئة في الناتج المحلي الاجمالي.