يكتبه: يوسف البلوشي |
لا يزال تراجع أعداد المسافرين عبر مطار مسقط الدولي يشكل هاجسا كبيرا لنمو حركة الطيران من والى المطار الذي يعد بوابة عُمان مع العالم بموقعه الاستراتيجي الذي نتغنى به منذ زمن.
لم تقصر الحكومة في بناء أحدث المباني للمطارات في مسقط وصلالة والدقم، وفي انتظار تطوير مطار صحار، لكن في ظل هذا الضعف في عدد المسافرين لا نعتقد انه من الاهمية بمكان يمكن تطوير مثل هذه البوابات الجوية لعدم مقدرتنا على تحقيق التطلعات التي يجب ان نحققها وفقا لرؤية عُمان 2040.
تجهيز هذه المطارات وفقا لاحدث المباني الحديثة للمطارات الدولية مع توفير أحدث التقنيات الحديثة لتسهيل عبور المسافرين وشركات الطيران يتطلب جهدا عظيما يتوافق بشكل كبير مع هذه الجهود التي تعمل عليها الدولة لتحقيق مرتكزات استراتيجية النمو السياحي داخليا أو من خلال جعل المطار محطة عبور للمسافرين الدوليين.
كنا في حقيقة الأمر نتطلع إلى أن يكون مطار مسقط الدولي واحدا من بوابات العالم الأسرع نموا عاما بعد عام، لكن أن يتراجع التصنيف حسب مؤشرات سكاي تراكس، لافضل 100 مطار عالمي إلى المرتبة 60 في عام 2025، بعد أن كان في المرتبة 40 في عام 2024، يعطي مؤشراً غير جيد للخطط التشغيلية والذي يمثل تراجعا في حركة السفر إلى المطار.
كثيرا من مطارات العالم لا تشتغل على هدف واحد وهو جلب المسافرين إلى البلد الذي فيه المطار، بل تعمل على جعل المطار محطة لشركات الطيران والمسافرين كترانزيت مهم بين الشرق والغرب في ظل ما توفره الشركة المشغلة أو الدولة من خدمات وتسهيلات لشركات الطيران مع وجود خدمات داخل المطار تكون بيئة جاذبة للمسافرين والسياح.
نحن اليوم نملك مطارا عالميا نضاهي به مطارات العالم الأخرى، كمبنى حديث لكن للأسف لم نعرف إلى اليوم كيف نستفيد من هذا المطار الحديث ولا من موقع عُمان الاستراتيجي، وبالتالي هذا يتطلب مراجعة خططنا ومنهج عملنا حتى نستفيد من هذا المطار والمطارات الأخرى التي انشئت لخدمة اقتصادنا الوطني وسياحتنا العمانية الزاخرة بمقوماتها المتعددة والمتنوعة.