جزيرة رأس البر.. مصيف السياح المصريين والعرب والأجانب

  يزورها في الصيف مليون سائح كل يوم

يمتاز مناخها باعتدال جوه وجفافه واحتواء هوائه على نسبة من اليود

تعد أولى مناطق العلاج الطبيعي في مصر وتشتهر بمادة “الثوريوم”

القاهرة – العمانية | تعد جزيرة رأس البر بمحافظة دمياط شمال مصر من أجمل الأماكن، ومصيف لا مثيل له فهي وجهة لكثير من المصريين وايضا للسياح العرب والأجانب وخاصة في فصل الصيف.
ورأس البر عبارة عن جزيرة على شكل مثلث رأسه منطقة اللسان وضلعه الشرقي نهر النيل والغربي البحر الأبيض المتوسط وقاعدته القناة الملاحية لميناء دمياط، ويمتاز مناخ رأس البر باعتدال جوه وجفافه واحتواء هوائه على نسبة من اليود فضلاً عن كثرة الحدائق والأشجار التى تكسبه رونقاً وجمالاً.

مليون زائر
وتشير الاحصاءات إلى أن عدد زوار جزيرة رأس البر صيفا يصل الى مليون شخص في اليوم الواحد مما يجعلها مع الاسكندرية اكثر الاماكن جذبا للمصطافين الفارين من شدة الحر، ووفقا للمعلومات المتاحة من محافظة دمياط فان رأس البر كانت ضاحية يأتيها
تارة صيادو الأسماك ويقيمون عليها عششهم وتارة يقيم عليها الحرس والجنود ثكناتهم وقد يأتي إليها سكان دمياط في المراكب للنزهة والصيد والرياضة.
وكان العرب في القرون الوسطى يطلقون على هذه المنطقة “جيزة دمياط ” والجيزة هي الناحية أوما يجاز إليه، ولما زارها المقريزي في القرن الخامس عشر سماها في قصيدته “مرج البحرين” ثم شهدت رأس البر في عصور الحملات الصليبية أحداثاّ رهيبة ففي عام 1169وكان صلاح الدين الأيوبي لايزال وزيراّ للخليفة الفاطمي العاضد وصلت إلى ساحل دمياط أساطيل الصليبيين في نحو ألف مركب تحمل عشرات الألوف من الفرسان والمشاة ونزلوا إلى البر في منطقة رأس البر ثم حاصروا مدينة دمياط ثلاثة وخمسين يوماّ وقاتلهم صلاح الدين إلى أن أجلاهم عن دمياط بعد أن أغرق لهم معظم المراكب التي كانوا يستقلونها في البحر المتوسط.

مصيف
وقد انبهر العالم الألماني كوخ بمصيف رأس البر قائلا انه قد يصبح يوماّ ملك المصايف وأشهرها إذ يمتاز بموقعه الجميل وهوائه النقي الجاف وشواطئه الذهبية وبعده عن
الضوضاء وهو أقل رطوبة من جو الشواطئ المصرية الأخرى وتكثر في هوائه كمية ” اليود”.
وفي القرن التاسع عشر اقام بعض الأعيان برأس البر عام 1823 للصيد والرياضة فأعجبهم جوها ومناظرها وشيدوا لهم أكواخا من الأكياب والحصير وما لبثوا أن اتخذوا هذا المكان مصيفا لهم وتبعهم غيرهم، وأخذ المصيف يتطور عاما بعد عاما ويتدرج من عشش قليلة متفرقة إلى صفوف منظمة بين شاطئ النيل والبحر، وتشير المعلومات التاريخية إلى ان مصيف رأس البر شهد في بداية القرن العشرين مشروعات مختلفة
متفاوتة في الأهمية ترمى إلى تطوير وإصلاح المصيف، وفي عام 1912م صنعت أبواب العشش ونوافذها من الخشب بعد أن كانت تصنع من الأكياب وتفتح وتقفل بجذب الحبل.
ومن أشهر الأماكن في جزيرة رأس البر منطقة اللسان حيث يلتقي البحر المتوسط بنهر النيل، وهي ممشى سياحي أقيم علي الساحل الشمالي الشرقي للمصيف مدعماً بحواجز لوقاية الساحل من التآكل واصبحت ملتقى لرواد المصيف في أوقات الغروب وفى نزهات
المساء لقضاء أسعد الأوقات، وتم تطوير منطقة اللسان لتصبح منطقة خدمات وتحويلها إلى منطقة جذب سياحي محلي وإقليمي ودولي بما يتناسب مع قيمتها التاريخية والجغرافية حيث تم إنشاء حوالي 23 محلاً تجارياً في الدور السفلي تحت الممشى و7 مقاهي مساحة كل واحدة حوالي 100م علي النيل، كما تم إنشاء مسرح متدرج في الجهة اليمني من اللسان لتقديم العروض الفنية وكذلك تم تنفيذ مشروع للصوت والضوء يحكي نبذة عن تاريخ دمياط ومدينة رأس البر ورحلة النهر حتى التقائه بالبحر في منطقة اللسان فضلاً عن إنشاء فندق سياحي عالمي ومركز دولي للمؤتمرات على قاعدة منطقة اللسان.

علاج طبيعي
اما منطقة الجربى السياحية برأس البر فتعد أولى مناطق العلاج الطبيعي في مصر نظرا لأنها اشتهرت منذ القدم برمالها الجافة التي تحتوي علي مادة “الثوريوم” المستخدمة فى علاج أمراض الروماتيزم وآلام المفاصل، ومن الاماكن الجميلة برأس البر أيضا الكورنيش البحري بشاطئ البحر الأبيض المتوسط والذي يمتد بمحاذاة ساحل المدينة من بدايتها الى نهايتها وهو مزود بخدمات الشواطئ وعدد من المقاهي.
كما تشتهر جزيرة رأس البر بشاطئ النخيل الذي أقيم بخامات بيئية من سعف وجذوع النخيل بجانب تزويده بكافة الخدمات لتخفيف الضغط على شواطئ رأس البر وصنع متنفس جديد للرواد، وتشتهر الجزيرة بسياحة العائلات او المجموعات من الاصحاب ربما لتفضيل الزوار الجو العائلي للاستمتاع بالطقس الرائع والمناظر الخلابة، ويستمتع زوار الجزيرة بتناول وجبات السمك المشوي والحلوي الدمياطي الشهيرة بجانب زيارة معرض الآثار الراقي الذي تشتهر به محافظة دمياط ويفد إليه العديد من الزوار للشراء من مختلف الدول.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*