يكتبه: د. رجب العويسي|
منذ تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم مقاليد الحكم في البلاد في الحادي عشر من يناير من عام 2020، اتجهت رؤية العمل الوطني إلى جعل السياحة، أحد أهم القطاعات الواعدة في برنامج التنويع الاقتصادي والخطة الخمسية العاشرة الحالية، بما يسهم في رفع مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي من %2.5 ، في عام 2023 لتصل إلى 6% في عام 2040 .
واتخذت الحكومة عدد من الإجراءات الترويجية والتطويرية والاستثمارية المعززة للسياحة، سواء من خلال دعم المحافظات ورفع كفاءتها الاستثمارية في مواردها السياحية ” اقتصاديات المحافظات” كما اتجهت الى تعزيز المواسم السياحية والتوسع في انتشار الفعاليات والمهرجانات السياحية في مختلف محافظات سلطنة عُمان وولاياتها.
واسهمت جهود الدعم والحوافز والتسهيلات وتبسيط الإجراءات في تعزيز الاستثمارات السياحية حيث بلغ حجم الاستثمارات في قطاعي التراث والسياحة 2.7 مليار ريال عُماني لغاية عام 2025، منها قرابة 2.3 مليار تم تصنيفها كاستثمارات مؤكدة وفقًا للبرنامج الاستثماري التابع لوزارة التراث والسياحة.
وتبنت العديد من المبادرات السياحية التي ساهمت في رفع مستوى مساهمة المواطن في السياحة الداخلية عبر تنشيط دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حيث بلغ إجمالي عدد المؤسسات المقيدة في سجل هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في قطاع السياحة بنهاية شهر أكتوبر 2024 نحو 4 آلاف و595 مؤسسة.
وأسهمت التحولات الإيجابية الناتجة عن المسار الإعلامي والترويجي واستدامة الخدمات السياحية وتنوعها في موسم خريف ظفار في عام 2024 إلى ارتفاع عدد زواره ليصل أكثر من مليون و7 آلاف زائر بارتفاع بلغ 7% عن عام 2023.
وشهدت السياحة الوافدة نموا متسارعا حيث بلغ عدد السياح الوافدين في عام 2023 ( 4 مليون سائح) بنسبة ارتفاع 8.33% عن عام 2022، صاحبه ارتفاع عدد المسافرين ، وعدد نزلاء الفنادق، ونسبة الإشغال الفندقي.
إن سلطنة عمان وهي تقرأ في السياحة أحد أهم مرتكزات التنويع الاقتصادي، لتستشرف فيما تحقق من جهود تتعلق بالبنية التنظيمية والتشريعية أو الاتفاقات والشراكات والاستثمارات في القطاع السياحي ، واختيار سلطنة عمان كضيف شرف في بورصات وأسواق السياحة العالمية ، بالإضافة إلى التوجهات الوطنية المعززة للاستثمار في التراث الثقافي، والاهتمام السامي لجلالة السلطان بمشروع تطوير مسقط الداخل والخارج والفرص النوعية والنماذج التشغيلية المتحققة للسياحة التراثية والثقافية والمتحفية، محطات نوعية تستلهم الاستدامة والتنوع والإنتاجية وصناعة الاثر الذي يحفظ للسياحة موقعها ويعزز حضورها في بناء عمان الجديدة .