جعلان بني بوعلي – سالم بن حمد الساعدي |
انطلقت صباح البوم الرحلة الاستكشافية “سلطنة عُمان : جوهرة العرب” من شاطئ السويح بولاية جعلان بني بو علي بمحافظة جنوب الشرقية، في مشهد يعكس عمق الجمال الطبيعي والثراء الثقافي لسلطنة عُمان، عابرةً تضاريس السلطنة الساحرة وتستمر لمدة 30 يوما مرورا بمحافظة شمال الشرقية والوسطى ووصولا إلى ولاية صلالة بمحافظة ظفار مرورًا بعدد من أبرز المعالم الطبيعية والثقافية في سلطنة عمان.
الرحلة ليست مجرد مسار جغرافي، بل حكاية وطنية ترويها الطبيعة، ويخط تفاصيلها شباب عُمان بشغف وعزيمة. وتهدف الرحلة إعادة مسار رحلة المستكشف البريطاني برترام توماس عام 1928 ، بمشاركة شباب عمانيين ومهتمين بريطانيين بهدف تعزيز الوعي بأهمية قضايا الاستدامة البيئية وتعزيز مكانة سلطنة عُمان كوجهة عالمية تجمع بين التراث الثقافي والطبيعي، ذلك الوجه الذي يجمع بين رمال الصحراء الذهبية، والجبال التي تلامس السماء، والسواحل التي تحمل أسرار المحيط، إنها دعوة مفتوحة للعالم للتعرف على عُمان كوجهة سياحية وثقافية فريدة تحتضن تراثاً عريقاً وطبيعة خلابة.
كما تهدف إلى إبراز قدرات الشباب العُماني المشارك في الرحلة كقوة دافعة، يعملون بحماس لتوثيق التجربة بكل تفاصيلها، عبر عدسات الكاميرات ومنصات التواصل الاجتماعي، يُظهرون للعالم قدرة الإنسان العُماني على التفاعل مع بيئته، واستثمار مقومات بلاده للترويج لثقافتها وهويتها.
وتُعد هذه المبادرة خطوة لتعزيز العلاقات الثقافية بين سلطنة عُمان والمملكة المتحدة، ويعكس المشروع تعزيز روح المغامرة والإقدام لدى الشباب العماني والحرص على تطوير مهاراتهم في البحث العلمي والاستكشاف وصون التراث الثقافي والطبيعي وتحقيق الاستدامة البيئية، حيث يشارك فيها خبراء ومغامرون من البلدين، ومن المتوقع أن تُسهم الرحلة في جذب مزيد من السياح إلى السلطنة ودعم رؤية عُمان 2040.
يُذكر أن الرحلة ستغطي مسارات تمتد من شاطئ السويح كنقطة بداية الرحلة من هذه اللوحة الطبيعية الساحرة، مرورا برمال الشرقية، تعد تجربة السكون والاندماج مع الطبيعة البدوية، مرورا بجبل شمس، فهي قمة تُطل على حضارة عريقة ووديان تروي قصص التاريخ، الخاتمة مدينة صلالة التي تُبرز جمال الخريف العُماني بسمائه الممطرة وخضرة جباله، تُعد الرحلة جسراً ثقافياً بين سلطنة عُمان والمملكة المتحدة، حيث تسعى لتعزيز العلاقات الثنائية وإبراز الروابط التاريخية بين البلدين.
كما أنها انعكاس لرؤية السلطنة الطموحة نحو تحقيق التنمية المستدامة، وجعل السياحة ركيزة أساسية لدعم الاقتصاد الوطني. عُمان، جوهرة العرب، لا تُكتشف فقط في الطبيعة، بل في روح الإنسان العُماني الذي يُبدع في تقديم بلاده ككنز للعالم.