مقال| قصة عُمان: كيف نحكيها للعالم؟.

يكتبه: حمدان البادي| 

 بما ان تصفيات كأس الخليج لكرة القدم لا تزال قائمة فإن أغنية “وشعاره سيفين والخنجر عمانية” حاضره بقوة لدى الجماهير العمانية والخليجية كشعار لفظيّ عميق ارتبط بالمنتخب ويعبر عن الهوية العمانية، واصالتها وقيمها التي تستحق أن تُروى للعالم.   

اليوم تعيد سلطنة عُمان إنتاج هويتها البصرية الجديدة تحت رؤية موحدة، تستند إلى مشاركة مجتمعية واسعة لتشكيل ملامحها بهدف تعزيز حضور اسم عُمان والخنجر والسيفين بهوية بصرية ترويجية، وهي خطوة بالاتجاه الصحيح، فالهُوية البصرية ليست مجرد تصميم أو شعار، بل هي منظومة متكاملة من الرموز والقيم، وهي الوسيلة التي نعكس بها عُمان للعالم. وذلك يتطلب وعياً عميقاً بأهمية الهوية وقدرتها على دفع عُمان لتأخذ مكانها المستحق على الخارطة الدولية. 

 هوية نستلهم منها الماضي وننفتح على روح العصر ونستشرف المستقبل، لنبني هوية تتجاوز القوالب التقليدية وتُجسد الأصالة بتعبيرات عصرية. 

وكان السؤال المطروح في جوهر الهوية: كيف نحكي قصة عُمان للعالم؟. وكيف يمكننا صياغة هوية بصرية تتناغم مع عمق هذه القصة وثرائها؟. وقد جاءت إجابة هذا السؤال من العمانيين الذين ساهموا بأفكارهم ورؤاهم في مرحلة البحث والدراسة عبر عينة تمثل مختلف اطياف المجتمع، ومن ثم التصويت على اختيار الهوية البصرية الجديدة للسلطنة من بين ثلاثة نماذج معروضة للاختيار من بينها تشكل ملامح الحفاظ على الإرث العظيم، والاحتفاء بالشراكات العالمية، وثراء التنوع وقوة الوحدة، وكان من الطبيعي أن يكون التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي مليئاً بالآراء التي تنوعت بين الدعم والنقد، حتى وأن بدت خيبة أمل البعض واضحة ممن رأوا في التصاميم المعروضة تعقيداً يفتقر إلى البساطة والعمق الذي يجب أن يعكس روح عُمان وهويتها. 

 شخصيا، اخترت أحد الخيارات المطروحة، ليس اقتناعاً كاملاً بجودته، بل باعتباره الأفضل من بين المتاح. ومع ذلك، أرى أن اسم “عُمان” وحده يحمل ثقله وقصته، فهو كافٍ ليكون هوية بصرية قوية إذا ما تم تقديمه برؤية معاصرة. 

قصة عُمان هي مجموعة حكايات تنبض بالتاريخ، والثقافة والطبيعة والحضارة. هي رؤية وطنية موحدة ننطلق بها للعالم، نستلهم منها فرصاً لجذب السياح والمستثمرين وصناعة علامة مميزة في أذهان كل من يتفاعل مع هذه الهوية. 

في النهاية، كيف نحكي قصة عُمان للعالم؟. بالإبداع، بالبساطة، وبالتعبير عن جوهرنا الحقيقي. هي ليست مجرد هوية نختارها، بل مسؤولية نتشاركها جميعاً لنرسم صورة عُمان التي نريد أن يراها العالم.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*