يكتبه: د. رجب العويسي |
يمثّل متنزه المعبيلة الذي فتح أبوابه للعامة، وبدأ يستقطب الكثير من الأفراد والعائلات للاستمتاع والاستجمام بممارسة العادات الرياضية اليومية، محطة نوعية في تعزيز مفهوم جودة الحياة وتوفير بيئات ترويحية وترفيهية وصحية ورياضية وعائلية متكاملة يشعر فيها الجميع بمزيد من السعادة والتغيير.
ولعل ما يضمه المتنزه من تنوع في المرافق وتعدد في المسطحات الخضراء إلى جانب مواقع لألعاب الأطفال، ومعدات للرياضة البدنية، واستراحات للجلوس، وملاعب رياضية متعددة الاستخدام، ومقاهي للوجبات السريعة، ومرافق ودورات مياه، ومواقف عامة للمركبات، بالإضافة إلى ما يميزه من وجود أنفاق واسعة للانتقال والتنقل السلس والآمن في محطات المتنزه الثلاث لتفادي مخاطر قطع الشارع العام، في ظل ما يتوفر في المتنزه من ممشى رياضي ومسار موازٍ له للدرجات الهوائية، وإضفاء عناصر التشجير والإنارة الموزعة على المتنزّه، تعطي بعداً ذائقياً في التصميم المراعي للمواصفات والمحقق لمعايير السلامة والجودة وتحقق الاستدامة.
إن وجود هذه المرافق وطريقة توزعها، أعطت المتنزّه مزيدا من الفرادة والتكاملية فمن جهة يقدم للقاطنين في منطقة المعبيلة وأحيائها السكنية المتعددة بيئات ترويحية وذائقة جمالية ومتنفس عائلي، وبيئة صحية متوازنة عنوانها الرياضة للجميع، تخدم مختلف فئات المجتمع من الكبار والشباب والأطفال والعائلات، وهو بهذا النمط التخطيطي والتنظيمي المتفرد يعمل على رفع مستوى الذائقة الجمالية والذوق العام واحترام خصوصية المكان والمرافق العامة، بحيث يجد فيها الجميع مساحة احتواء عائلي والتقاء جمعي للأطفال والشباب والكبار، لممارسة الألعاب أو الرياضات أو الهوايات المناسبة.
وفي ظل التوقعات بأن يشهد المتنزه حركة نشطة من السكان، كونه المتنزه الأول من نوعه في منطقة المعبيلة التي تشهد تزايدا في أعداد السكان القاطنين فيها، فإن الطموح في أن يظل حاضرا في أولوية بلدية مسقط التي نقدم لها وللجهة المنفذة الشكر والتقدير، بالمتابعة والصيانة والاستمرار بإضافة المزيد من اللمسات التجميلية لهذا المتنزه.
أخيراً، فإن الميزة التنافسية لمتنزه المعبيلة تبقى في الصورة الذهنية المشرقة التي سيقدمها للسكان، وتعويضهم صخب الازدحام المروري والاكتظاظ السكاني وقلة المتنفسات التي تتيح لهم ممارسة هواياتهم اليومية خارج الشوارع الداخلية، وبما يفتحه من قيمه مضافة في فرادته وجمالياته ومساحة التجديد فيه، وتفاعل المكون الاجتماعي مع معطيات البيئة لصالح الإنسان والانتقال به إلى مرحلة الشعور الإيجابي، إنها صورة المواطنة والانتماء للمكان واحترام المنجز التنموي في اصدق تعابيره واجمل مواقفه.