يكتبه: محمود النشيط *
إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي
تنتعش السياحة الشتوية في مثل هذه الأيام في معظم دول مجلس التعاون الخليجي ووتنوع فعالياتها بين الداخلية والخارجية، وهي فعاليات عائلية وشبابية مناسبة لعدة عوامل، أبرزها تحسن الأجواء المائلة إلى البرودة المعتدلة في المدن، والبرد القارس في الصحراء حيث يحلو التخييم الذي يغلب عليه طابع المشاركة في الفعاليات الترفيهية المنوعة.
وتفرض هذه الأجواء الجميلة على الهيئات والوزارات السياحية استثمارها، لأن تكون الفعاليات السياحية المصاحبة ذات عائدات مالية كبيرة جراء استقطاب عدد أكبر من الزوار من داخل البلاد وخارجها وهو ما حفز أيضاً على دخول المستثمرين بقوة بمشاريع سياحية حققت نجاحاً كبيراً وبعضها تحول من العمل المؤقت إلى طول العام. السياحة الخليجية الشتوية تقدم مزيجا فريدا من الأنشطة الطبيعية والثقافية ويساعدها في ذلك الطقس المعتدل الذي يجعل المنطقة وجهة مثالية للهروب من برد الشتاء القاسي في الأماكن الأخرى مثل القارة الأوربية أو الأمريكية وحتى بعض دول الآسيوية التي تكون فيها الأجواء الشتوية قاسية جداً وعليه يتم تجميد الكثير من الفعاليات السياحية لتوجه الغالبية من السياح للبحث عن الأجواء الدافئة.
السياحة الخليجية بحكم موقعها الجغرافي جنباً إلى جنب تكاد تتشابه فيها الفعاليات بحكم العادات المشتركة، إلا أن روح المنافسة تبدو واضحة جداً وهو ما فتح باب الإبتكار للتنوع والإستعانة بالخبرات الخارجية وتوظيفها التوظيف الصحيح حسب الإمكانيات والمساحات المتاحة.
ويمكن أن نستشهد بذلك ابتداءً من ليالي المحرق في مملكة البحرين وبوليفارد الرياض في المملكة العربية السعودية مروراً بــ “شتا حتا” في دولة الإمارات العربية المتحدة. كذلك الحال في دولة قطر صاحبة البنية الأساسية المميزة التي برزت خلال استضافة كأس العالم ومهرجانها “قطر على هواك” المنوع، وسلطنة عُمان التي تنوعت في عرض الوجهات والبرامج، وأخيراً دولة الكويت المستضيف الحالي لبطولة كأس الخليج 26 وإعدادها لبرامج مصاحبة لضيوف البلاد والاستمتاع بالفعاليات المختلفة التي اشتركت فيها أيضاً المجمعات التجارية والأسواق الشعبية التي لها طابع خاص والفنادق بجميع فئاتها كذلك الحال بالنسبة للمنتجعات الصحراوية أو المطلة على الخليج العربي.
مقومات السياحة الخليجية من الصحراء حتى الشواطئ والطبيعة مع الآثار والتراث والحدائق والمنتزهات بالإضافة إلى الأسواق التقليدية والمجمعات الحديثة والفعاليات الفنية والثقافية والترفيهية تلبي أذواق الجميع ويمكن التنقل بين الدول عبر أرخص وسائل النقل العامة أو الخاصة بأسعار معقولة جداً إذا ما تم مقارنتها بتكلفة الرحلات الأخرى لخارج القطر الخليجي.