يكتبه: حمدان البادي|
منذ أن أبحرت سفينة شباب عُمان لأول مرة، وهي تمثل امتداد لتاريخ طويل من الإرث البحري العماني، لتكون إحدى الأشرعة الممدودة التي تحمل رسالة السلام والمحبة إلى العالم، فقد تزامنت فكرتها مع بدايات النهضة الحديثة لسلطنة عُمان حيث النسخة الأولى من السفينة ومن ثم النسخة الثانية، لتشكل امتداد للإرث العماني البحري وتواصل حركة عُمان البحرية وأساطيلها عبر البحار، ولم يكن اختيار منظمة اليونسكو- نهاية الأسبوع الماضي – لسفينة شباب عُمان ضمن قائمة أفضل الممارسات لصون التراث الثقافي غير المادي إلا تتويجاً لجهود طويلة واعترافاً عالمياً بعمق التجربة العمانية في الحفاظ على هويتها البحرية.
فهذا التوثيق يجسد الدور الحضاري الذي لعبته سلطنة عُمان عبر التاريخ، وهي الدولة التي تطل على البحر، وتقف على شواطئه بوصفه شريان حياة ربطها بدول العالم منذ القدم.
لقد جابت السفن العمانية البحار منذ أول سفينة أبحرت لتبقى أشرعة عُمان ممدودة في بحار العالم وكانت سفن مثل البوم والبغلة الغنجة والسمبوق ومن ثم صحار وسلطانة وغيرها شاهدة على ذلك الإرث العظيم، فقد أبحرت تلك السفن عبر المحيطات لتصنع دروب على وجهه الماء وتنسج علاقات تجارية وثقافية مع دول شرق آسيا وإفريقيا ودول الخليج العربي وصولا إلى أمريكا ، حاملة معها روح التبادل والتعاون، وشيئا من عمان للعالم.
واليوم، تأتي شباب عُمان كامتداد طبيعي لهذا التاريخ المشرق، فهي ليست مجرد سفينة شراعية، بل رمز ثقافي يجسد ملامح الهوية العمانية، ويروي للعالم قصة حضارة عريقة استمرت عبر القرون.
دور شباب عُمان لا يقتصر على إحياء التراث البحري، بل يتجاوزه إلى تمثيل السلطنة في المحافل الدولية، والتأكيد على قيمها الإنسانية النبيلة. هذه السفينة تحمل معها رسالة عُمان للعالم تقول إن التراث ليس مجرد ماضٍ، بل هو قوة ناعمة تعكس روح الشعب وهويته، وتجدد ارتباطه بحاضره ومستقبله.
سفينة شباب عُمان هوية وطنية تواصل رسم ملامح حضورها عبر البحر، وسفير لعُمان في موانىء العالم حيث تحظى بحفاوة الاستقبال والحضور على إيقاع عُمان وأهازيجها حيث أبحر العمانيون، وهي شراع مرفوع في مواني العالم ليعبر عن العمق الثقافي الذي يتجدد جيلاً بعد جيل.