اكتشفوا التراث الطبيعي والإنساني الرائع لجنوب كيوشو في اليابان 

اليابان – وجهات| 

جنوب كيوشو هي أرض الطبيعة الساحرة والتراث الثقافي الرائع والتقاليد الحرفية العريقة كما أنها المنطقة التي لا تزال بعيدة عن المسار السياحي في اليابان، تقدم تجارب سفر استثنائية وملهمة لأولئك الذين قدموا لاستكشافها. 

من الطبيعة التي ألهمت أفلام الرسوم المتحركة على الشاشات الكبيرة مروراُ بتراث الخزف والمهرجانات التي يعود تاريخها إلى 800 عام، هذه بعض الأسباب التي ستدفعكم للتوجه جنوبًا في رحلتكم القادمة إلى اليابان.

 الغابة الساحرة

بغاباتها الضبابية المليئة بأشجار أرز ياكوسوجي والتي يبلغ عمرها 1000 عام وصخورها المغطاة بالطحالب والسواحل النابضة بالحياة، اجتذبت جزيرة ياكوشيما النائية منذ فترة طويلة محبي الطبيعة الباحثين عن مغامرة سفر ملؤها السحر والمتعة والتشويق. تعد عجائب ياكوشيما الطبيعية إحدى أشهر مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو في اليابان حيث تمتد عبر الشلالات وتعرف بالسلاحف البحرية، وامتداد جبال الغابات الكثيفة، مع مناخات محلية تتراوح من شبه استوائي إلى شبه قطبي. لقد ألهمت هذه المناظر الطبيعية الساحرة أحد أشهر أفلام الرسوم المتحركة في العالم، الأميرة مونونوكي، من استوديو جيبلي الشهير لهاياو ميازاكي. 

 يعد هذا المكان مناسباً للمغامرين ولعشاق المغامرة والاستكشاف ومحبي السماء الممطرة والتي قد تتكرر دون انقطاع في بعض الأحيان في أجواء من الجمال الأخاذ. سيحظى المسافرون في رحلة تستغرق أربع إلى خمس ساعات، بفرصة رؤية جومون سوجي وهي شجرة أرز مهيبة تم اكتشافها في عام 1966 حيث يقدر عمرها بما بين 2000 إلى 7000 عام. أصبحت الشجرة المحبوبة رمزا لأهمية حماية الغابة القيّمة منذ ذلك الحين. تقع في أقصى جنوب اليابان قبالة جزيرة كيوشو حيث يتطلب الوصول إلى ياكوشيما من طوكيو رحلة جوية إلى كاغوشيما ورحلة متصلة إلى ياكوشيما، أو من خلال العبارة من ميناء كاغوشيما حيث يعد الخيار المفضل لدى العديد من المسافرين الذين يرغبون بالاستمتاع بإيقاعٍ أبطأ لرحلتهم تلك قبل الغوص في رحاب الطبيعية والتمتع باستكشافها عن قرب. 

الخزف الياباني في هيزن 

ربما يكون عشاق الفخار على دراية ببلدتي أريتا-ياكي و إماري-ياكي، فكلاهما حظيا بشعبية في أوروبا في القرنين السابع عشر والثامن عشر وأثرا على تقاليد الفخار المحلية في جميع أنحاء القارة. تأتي كلتا التقنيتين من منطقة هيزن في اليابان والتي تمتد في أجزاء من مقاطعتي ناغاساكي وساغا.

 تم اكتشاف طين الكاولين قبل 400 عام في بلدة أريتا وكان بمثابة الحافز لازدهار صناعة الخزف في اليابان وأصبحت هيزن معقل هذه الصناعة. لا تزال هذه المدينة مركزًا للإنتاج حتى يومنا هذا، حيث تنتج ورشها العريقة والتي يمتد العديد منها لأجيال طويلة في مناطقها الممتدة التي لا تزال تحمي تراثها الحرفي وسحر مبانيها التقليدية بفخر واعتزاز كبيرين. 

منذ قرون وإلى يومنا هذا، تتخذ 30 مصنعًا للسيراميك من قرية أوكواشي-ياما موطنًا لها، وفي بلدة أريتا، لا تزال المنازل التقليدية ذات الجدران المصنوعة من طوب الفرن المعاد استخدامه والأرض المعبأة وشظايا الفخار موجودة إلى يومنا هذا. 

 وفي بلدة أورويشينو، يمكن للزوار تجربة صنع الفخار في متحف شيدا ياكي نو ساتو وهو مصنع بدأ عملياته في عام 1914 وتم تحويله إلى متحف في عام 1997 وفي زيارتكم أيضاً يمكنكم التعرف على التاريخ والتقنيات وراء أواني شيدا-ياكي. هنالك أيضاً، تدعو ورش العمل الزائرين إلى صنع قطعهم الخاصة على عجلة فخارية، والتي يمكن إشعالها وشحنها إلى منازلهم. إذا كنتم تبحثون عن الهدايا التذكارية فتوجهوا إلى الأسواق في منطقة هيزن في فصلي الربيع والخريف، حيث يباع الفخار والخزف والسيراميك، مثل الأوعية والأطباق وقطع الديكور. ستعيد لكم الهدايا التي اشتريتموها كل ذكريات اللحظات التي لا تنسى في ذلك الجزء من البلاد.

 سحر الحياة 

تعد أمسية رقصة كاغورا ببلدة تاكاتشيهو ممتعة لسكان مقاطعة ميازاكي حيث تحيي حفلاتها منذ 800 عام بوجود الراقصين المقنعين وقرع الطبول الإيقاعي وسرد القصص طوال الليل. 

يقام المهرجان بين شهري نوفمبر وفبراير من كل عام، ويعد فرصة للانغماس في التقاليد الشعبية القديمة في عرض مذهل يقام على مدار التاريخ.

 يُعتقد أن هذه المنطقة هي مهد الحضارة اليابانية، ويتمتع الراقصين الـ 33 الذين يقدمون العرض طوال المهرجان بأهمية تاريخية وروحية، حيث يمثلون الآلهة والأساطير. يقام المهرجان الرئيسي يومي 22 و23 نوفمبر، ولكن يتم تقديم الراقصين طوال الليل في مزارات مختلفة في جميع أنحاء المنطقة بين نوفمبر وفبراير. 

 إذا شارفتكم إقامتكم في المنطقة على الانتهاء وكنتم ترغبون في استكشاف المزيد، فتوجهوا إلى مضيق تاكاتشيهو المثير، وهو عبارة عن هوة ضيقة تحيط بها جدران شفافة مصنوعة من أعمدة بازلتية، مع شلال متدفق يبلغ طوله 17 مترا. 

 يمكنكم مشاهدة المضيق من الأعلى عن طريق المشي على طول المسار الذي يمتد على طول حافة المضيق، أو استئجار قارب تجديف على النهر لرؤية المشهد المذهل لتدفق المياه في كلتا الحالتين، يعد المكان مذهل وساحر حقاً ولا يجب تفويت زيارته كوجهة جذب رئيسة للسياح وأيضاً كعنصر درامي مكمل لأمسية رقصة كاغورا ببلدة تاكاتشيهو.

 منتجع ياكوشيما 

بفضل موقعه المحاط باللون الأخضر الهادئ بين البحر والجبال في ياكوشيما الساحرة، يعد فندق وسبا ذا سانكارا مكانا فاخرا ومناسبا لأولئك الذين يرغبون في الشروع في مغامرات الجزيرة دون الإفراط فيها لتجنب الشعور بالتعب.

 تتواجد الأجنحة والفيلات عبر التلال المشجرة، وتغمرها المساحات الخضراء التي تجعل هذه الجزيرة مميزة للغاية. للاستمتاع بأقصى درجات الرفاهية، يمكنكم الإقامة في جناح سانكارا الذي يضم حمامًا خارجيًا خاصا وغرفة علاج سبا داخل الجناح. 

 يوفر مسبح الفندق اللامتناهي مكانا مثاليا للاسترخاء والاستمتاع بالمناظر الخلابة المطلة على البحر النقي وفي المنتجع الصحي، تتوفر علاجات شاملة مستوحاة من طبيعة ياكوشيما الوفيرة. 

 وفي المطعمين أيانا الذي يركز على الأطباق الأوروبية، و أوكاس، حيث تتوفر المأكولات الفرنسية الفاخرة، يتم الحصول على مكونات الطبخ من المزارعين المحليين.

 في فصل الربيع، تتميز قوائم الطعام ببرتقال التانكان المحلي والنباتات البرية مثل السرخس وبراعم الخيزران. أما في الصيف، وبفضل المناخ الدافئ للجزيرة يكون موسم الموز والمانجو والأناناس وفاكهة التنين. 

يشهد الخريف حصاد البطاطا الحلوة، بالإضافة إلى وفرة من سرطان البحر وجراد البحر الشوكي. وفي فصل الشتاء، يجلب تيار بحر كوروشيو المأكولات البحرية الغنية من الجنوب، مما ينتج عنه بعض أفضل أنواع الساشيمي على مدار العام. 

 جدير بالذكر أن الضيوف المقيمين يساهمون في دعم جهود الاستدامة أثناء إقامتهم حيث أنشأ الفندق “إعلان ياكوشيما” الخاص به، والذي يهدف إلى تعزيز العمل مع المجتمعات المحلية في الأنشطة البيئية ويقدم الدعم المالي للحفاظ على الطبيعة ويشجع على استهلاك المكونات المنتجة ومن مصادر محلية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*