يكتبه: حمدان البادي|
“بروحها التي لا تعرفُ الخوف وقوتها الكبيرة؛ لا تزالُ “المرأة الخارقة” أسطورة تلهم الأجيال القادمة في عالم وارنر براذرز.
هذا النص ليس إسقاطا مجازيا لما يتم الترويج له من قوة الكيان المحتل وجيشه الذي لا يقهر، بل هو جزء من برنامج تسويقي مرتبط بإحدى الشخصيات من عالم وارنر براذرز، هذا العالم الذي أعلنت بلدية مسقط عن تنظيمه وإدارته في مهرجان مسقط أو ليالي مسقط كما في آخر تسميه والذي سيقام خلال الفترة من 23 ديسمبر 2024 وحتى 21 يناير 2025.
فهل سيكون باتمان، وسوبرمان ووندر ومان، وباغز باني، وسكوبي-دو، وتوم آند جيري الشخصيات التي تشكل عالم وارنر براذرز في مسقط؟. أم ستستجيب البلدية لضغط الجمهور ومطلبهم في إلغاء الفعالية؟.
حسب المؤشرات الأولية الصادرة عن المجتمع تبدو أن الفعالية غير مرحب بها في سلطنة عمان، بسبب تورط ” وارنر براذرز ” مع الكيان المحتل في تأييد ودعم ما يحدث من إبادة للغزاويين والصرعات التي يشنها الكيان الصهيوني مع داعميه على الإسلام والمسلمين وهو سبب كفيل بان يجعل حتى الفكرة غير قابلة للتداول، وفيها استفزاز للمجتمع العماني الذي يقف وبقوة مع المقاومة والقضية الفلسطينية ويسعى لدعمها بكل ما استطاع إليه سبيلا.
وإذا تجاوزنا قضية المقاطعة – ولا نستطيع- فاننا لا نستطيع أيضا أن نتجاوز المبلغ المرصود والذي أسند من قبل مجلس المناقصات في اجتماعه الذي رقم 4 / 2024 المنعقد بتاريخ 16 أكتوبر 2024 بمبلغ وقدره 4 ملايين و20 ألفا و580 ريالا من أجل ” إدارة وتصميم وتنفيذ الفعالية العالمية وارنر براذرز ” لذا تساءل البعض عما يمكن أن نفعله بهذا المبلغ؟. وما جدوى أن يتم استثماره في نشاط ترفيهي غير مستدام؟.
ومع إن بلدية مسقط -بالتأكيد- كان لديها دراسة للمشروع، وحسن نية في إيجاد مساحة من الترفيه للمجتمع وأفراده، إلا أنه يبدو قد غابت عنهم علاقة الشركة بالكيان المحتل وصمود المجتمع مع غزة والسعي لنصرتهم بالتضامن الذي يأخذ أكثر من شكل لعل منها مقاطعة الشركات التي أثبتت تورطها في دعم الكيان الصهيوني، وهذا الذي تجلى لاحقا في رفض الفعالية عبر الدعوات التي خرجت في منصات التواصل الاجتماعي.
شخصيا لا أعرف الشكل الذي ستخرج به هذه الفعالية ولستُ من جمهور توم وجيري ولا باتمان ولا سوبر مان، لكن من خلال بحث وتقصى يتضح إن هذا النشاط الترفيهي موجود في دول الجوار وبتكلفة تصل لـ 30 ريال عماني للشخص الواحد كتذكرة دخول لليوم الواحد، وأيضا رأينا المجتمع العماني -خلال عام- من الحرب على غزة وهو يقاطع كل ما يتقاطع مع الكيان الصهيوني فهل سيتجاوز ذلك في سبيل رفاهيته ويستجيب لشخصيات عالم وارنر براذرز؟.