يكتبه: د. رجب العويسي|
يبدو أن الاستعدادات المبكرة للجهات المعنية بالسياحة والمحافظات بشأن الموسم السياحي الشتوي وتعظيم أثره في انتاج سياحة مستدامة أكثر قدرة على استيعاب احتياجات السياح المواطنين والمقيمين ورغباتهم، وتوفير الخيارات والبدائل والأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية التي ترفع من سقف السياحية، لها ما يبررها.
ذلك أن التوقعات النوعية التي عززتها جماليات المشهد السياحي لموسم خريف ظفار والذي حصل على حضور مهيب هو الأول في تاريخه حيث بلغ عدد السياح مليون و6 آلاف سائح، وحالة الارتياح الجمعي التي حققها، وجدية الاهتمام الذي استدركته الجهات المعنية هذا العام، أقنع الجميع بأن السياحة لغة جامعة، وأن تكامل الجهود واستشعار المسؤولية وتعظيم عقلية الوفرة والإخلاص؛ العصا السحرية في مواجهة التكرارية وعقدة الإجراءات وعقلية الندرة وتشتت الجهود وضياع الفرص وغياب الأولويات.
عليه، فإن الصورة الذهنية لإنجازات موسم الخريف ستكون حاضرة في الموسم الشتوي للسياحة بالمحافظات، في ظل الميزات التنافسية والفرص النوعية المرتبطة بالسياحة الشتوية، ذلك أن سياحة الموسم الشتوي إن تحققت لها الجدية والتنويع في الوسائل والتنوع في الخيارات السياحية واستفادت من فرص التنوع البيئي في المحافظات، نظرا لاعتدال درجات الحرارة والشعور بمزيد من الاريحية والإيجابية والاستقرار النفسي ولطافة الطقس.
وبالتالي يتجه الحديث عن الخيارات السياحية في الموسم الشتوي إلى البيئات الصحراوية ومناطق الكثبان الرملية التي ستكون حاضنة للأنشطة، لإضافة أذواق أكثر للمغامرات الصحراوية، وهي أيضا فرصة للتنقل بين البيئات الأخرى والجبلية والبحرية، في ظل التوقعات بحضور أكبر للهواة والمحترفين لها من مختلف دول العالم.
أخيرا، يبقى الموسم الشتوي في ثرائه وطبيعته الجميلة، محطة نوعية لإعادة انتاج الفرص الاقتصادية والثقافية والإنتاجية وتعظيم حضورها السياحي، فإن ما يمكن أن تقدمه السياحة الشتوية من بدائل سياحية، ومحطات ترفيهية وترويحية للاستجمام لمختلف فئات المجتمع، سوف يرفع من سقف نشاط السياحة الداخلية وتنقل المواطنين والمقيمين بين المحافظات في إجازات نهاية الأسبوع وإجازة منتصف العام لطلبة المدارس وإجازة العيد الوطني المجيد واجازة الحادي عشر من يناير والاجازات الدينية، في إطار صناعة المنافسة السياحة عالية الجودة والتأثير، وتقديم نموذج متفرد لموسم السياحة الشتوي يحتضن التنوع البيئي والثقافي والتراثي ويصنع للخبرات والمبادرات والتجارب حضورا في أنشطة الموسم.