تشتهر بالبحيرات الوردية.. السويح.. وجهة سياحية لمحبي المغامرات البحرية في جنوب الشرقية

شاطىء المنطقة وسواحلها تجذب محبي التزلج على مياه بحر العرب   

 جعلان بني بوعلي – سالم بن حمد الساعدي |

تصوير: محمد بن سالم الغنبوصي|

 تتبع ولاية جعلان بني بوعلي بمحافظة جنوب الشرقية الكثير من المناطق والقرى ذات المناظر الخلابة والجاذبة للسياحة وتتنوع تظاريسها ومقوماتها فمنها الجبلية والساحلية والسهل والوادي. ومنها منطقة السويح، وهي إحدى المناطق الساحلية التابعة للولاية، ويشتهر غالبية الأهالي بها بممارسة صيد الأسماك منذ القدم الى الآن وما زالوا محافظون على سنن البحر القديمة، حيث هناك اشتراطات وقوانين لصيد الأسماك صوناً منهم لمواقع الصيد وأماكن تواجدها.

منتجعات سياحية 

وتشتهر منطقة السويح بخور يسمى خور بني بوعلي والذي كان مرفأ تجاري استراتيجي لتاريخ عريق، بالاضافة الى وجود البحيرات الوردية بالقرب من الخور ويعتبر مصدر غذاء وأمان للطيور المهاجرة، ويوجد في المنطقة منتجعات سياحية كمنتجع سوان فيلا حيث الإطلالة الرائعة لشاطئ بحر العرب ومنتجع بحر العرب والذي يقع جنوب منطقة السويح. بالاضافة الى ذلك تم إنشاء مشروع استزراع الأحياء المائية التجارية في منطقة السويح وهذا يساهم في نشاط الاستزراع السمكي إلى جانب المصائد الطبيعية في توفير الأسماك في السلطنة ومختلف دول العالم ورفد السوق المحلي بمنتجات سمكية، وتحظى مشاريع الاستزراع السمكي باهتمام العديد من المستثمرين وبصورة خاصة فئة الشباب منهم وتندرج مشاريع الاستزراع السمكي ضمن الاقتصاد الأزرق، الذي يعد أمل العالم في زيادة الإنتاج الغذائي خلال السنوات المقبلة وتحقيق الأمن الغذائي.

استجمام 

وتعتبر منطقة السويح وجهة سياحية يأتي إليها السياح والزوار من شتى البقاع حيث الاستجمام والراحة على شواطئها الخلابة، وتوجد بها مظلات شاطئية مهيأة من قبل الأهالي وبعضها بجهود بلدية جنوب الشرقية، حيث وجد بها مواقع أثرية منها “مقبرة السويح الأثرية” المسجلة لدى التراث العماني، بجانب أنها منطقة ذات تاريخ قديم.

ويعتبر شباب المنطقة من الشباب النشطين الذين قاموا بالتعاون مع دائرة البلدية بالولاية بإنشاء منتزه على ساحل القرية، حيث يجري حاليا تنفيذ مشروع منتزه السويح بمرافق خدمية من قبل بلدية جنوب الشرقية بأحدث المواصفات ليواكب رؤية المحافظة الاقتصادية والسياحية. 

لوحات جمالية 

ويُعد شاطئ منطقة السويح واحدا من الشواطئ والسواحل البحرية الجميلة التي تطل على بحر العرب والتي تجمع بين روعة المكان وجماليات الطبيعة البحرية العمانية الفريدة حيث يرسم هذا الشاطئ لوحات صباحية وهو يعانق إشراقة الشمس الصباحية بخيوطها الذهبية مع حركة الصيادين الصباحية حيث يشاهد الزائر لهذا المكان هؤلاء المواطنين ممن عشقوا البحر وأحواله وعملوا في مهنة الصيد منذ نعومة أظفارهم وهم يقومون برحلات الصيد وكسب الرزق الحلال وسد احتياجات أسرهم، حيث تجد الإنسان العماني في هذه المنطقة من صغير وكبير ومنذ إشراقة الصباح في استعداد تام لرحلات الصيد مما أعطى هذا الساحل حركة تجارية من خلال مئات القوارب التي تعود من رحلات الصيد بأنواع مختلفة من أجود الأسماك العمانية. 

كما أن شاطئ السويح يعد واحدا من الأماكن البحرية والتي يقصدها السياح يوميا من مختلف ولايات السلطنة وخارجها للاستمتاع بروعة المكان والهواء البحري العليل ومشاهدة الصخور البحرية والأمواج الزرقاء والاستفادة من المظلات التي وفرتها الجهات الحكومية وأهالي المنطقة والمنتشرة على طول هذه الأماكن البحرية الجميلة وقضاء أوقات ممتعة مع أسرهم.

خلجان صغيرة

ويشهد الشاطئ في حالة المد البحري ودخول مياه البحر إلى اليابسة تشكيل خلجان صغيرة تعد بيئة خصبة لطيور النورس المهاجرة، راسمة لوحات جميلة ومناظر فريدة، كما أن شاطئ ساحل السويح يتميز بطبيعته البحرية من حيث وجود العديد من الصخور البحرية، والتي يعشقها محبو الصيد لممارسة صيد الأسماك، مما شجع العديد من السياح على زيارة هذه الأماكن البحرية والاستمتاع بكل مقوِّمات السياحة والأجواء الباردة والهواء العليل القادم من البحر. 

الأمر الذي يشجع الكثير من الزوار نحو ممارسة الهوايات على اختلافها والزائر للقرى الساحلية بالولاية يستمتع بالنظر إلى الرياضيين الأجانب الذين يمارسون رياضة التزلج على الأمواج البحرية وهم يقفزون ويؤدون الحركات الاستعراضية وما يصاحبها من قفز ومهارة تحكم في التوازن وغيرها ويتمركز معظم محبي هذه الرياضة على جنوب شاطئ قرية السويح، حيث أن أفضل الأماكن للتزلج في هذا المكان ذي الطبيعة البحرية العذراء التي تزخر بها الولاية، وخاصة في حال تواجد ارتفاع الأمواج ووجود تيارات هوائية وأمواج تساعد في عملية ممارسة الهواية بكل راحة وطمأنينة ورياضة التزلج على الأمواج من الرياضات الشائقة والممتعة التي لها صداها العالمي وإن كانت جديدة على السلطنة إلا أنها ليست غريبة لدى الكثيرين ممن لهم هوايات رياضية عالمية. 

تزلج على الماء

ورياضة التزلج على الأمواج تتكون من جزئين: الجزء الأول طائرة ورقية تدفعها الرياح والجزء الثاني لوح تزلج على الماء فيقف المتزلج على اللوح مثبتا أقدامه عليه ويمسك بمقود يتحكم في اتجاه الطائرة الورقية ويستمر في ذلك حتى يتمكن من التوازن على الماء وتكون المغامرة المثيرة حيث تسحب الطائرة الورقية المتزلج على اللوح بسرعة كبيرة ويقوم هو بالتحكم عن طريق المقود بالاتجاه.

 يقول أحد الزوار القادمين من إمارة دبي وهو من محبي هذه الرياضة، كانت لي زيارات سابقة لسلطنة عمان حيث تركزت زياراتي لنيابة رأس الحد ثم أخبرني الأصدقاء بأن قرية السويح بجعلان بني بو علي بها ساحل يساعد ويشجع على ممارسة رياضة التزلج على الأمواج فتوجهت لهذا المكان واصطحبت أصدقائي وشكروني على أنني أتيت بهم للمكان لنمارس هذه الهواية والرياضة المحببة لدينا.

 ويؤكد في قوله: بأن الشعب العماني شعب راق جدا يتعامل معنا بكل احترام والصيادون يساعدوننا إذا وقعنا في مشكلة أثناء تزلجنا ويحسنون التعامل وهذا شجعنا بأن نلزم المكان ولا نغادره إلى مكان آخر، أما بالنسبة لهذه الرياضة فيقول عنها: أنها رياضة صعبة وخطرة ليس بإمكان أي واحد أن يمارسها إلا بعد أن يكون قد تدرب عليها مرارا وتكرارا وتحتاج إلى تدريب ومران لأنها لعبة تعتمد على القوة البدنية والأمواج تقذفنا بقوة مثلما ترمي بحجرة في الهواء أو في الماء فهي بلا شك لعبة خطرة إذا لم يتمكن المرء من معرفة خباياها والسيطرة على مجرياتها. 

مكان جاذب 

ويحدثنا صديقه حيث يقول: هذه السنة الثانية لي في السلطنة وأنا أمارس هذه الرياضة التي جذبنا المكان هنا في قرية السويح لها وهي رياضة ممتعة جدا دائما نأتي نحن والأصدقاء فيوجد مجموعة كبيرة من الوافدين في هذا اليوم والذين تشاهدهم على البحر أكثر من عشرة أشخاص والأعداد تتزايد وكل إجازة نتجه لهذا المكان لممارسة الرياضة المحببة لدينا. حيث تعتبر رياضة التزلج هي عامل جذب سياحي لكثير من السياح الذين يزورون الولاية في ركنها الشرقي حيث البحر والهواء الطلق والأمواج والرمال الذهبية الناعمة التي يفترشها الزائر للمكان. 

وتسعى محافظة جنوب الشرقية، إلى تحقيق طموحات المجتمع وتوفير الخدمات الترفيهية للزوار من خلال تنفيذ مشروعات الحدائق والمنتزهات وتطوير الواجهات الشاطئية وتوفير الخدمات العامة بالمواقع السياحية، لتوفير بيئة ترفيهية متكاملة الخدمات لسكان المحافظة وزوارها. كما تعد المحافظة وجهة جاذبة لإنشاء عدد من المشروعات الاستثمارية والاقتصادية سواء محلية أو أجنبية؛ لتطوير البنية الأساسية فيها، ولطبيعتها الفريدة ومواقعها التاريخية والأثرية المهمة، وتعد مقصدا تجاريا وسياحيا في سلطنة عُمان. 

وتعكف محافظة جنوب الشرقية على تنفيذ أولوية تنمية المحافظات والمدن المستدامة وفق الإطار العام لـ ‘رؤية عُمان 2040’ وتوجيهات حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*