يكتبه: حمدان البادي|
بين غلا في بوشر بمحافظة مسقط ووادي الحريم في ولاية ينقل بمحافظة الظاهرة أقف أنا في المعبيلة كنقطة تتقارب زمنيا بين غلا حيث يقع مقر الشركة التي اعمل بها، ووادي الحريم حيث الروح ومهد الصبا.
اسكن في المعبيلة بجانب الشارع السريع كحلقة وصل بين المكانين كدلالة أنني متأهب للانتقال، واعيش في حالة سفر دائم وكأنهم خطين متوازيين حيث غلا الأبعد زمنيا والأقرب جغرافيا، ووادي الحريم الأقرب زمنيا والأبعد جغرافيا، في معادلة لن يفهمها إلا من يستخدم شارع مسقط السريع في أيامه العادية حيث الرحلة تأخذ ما يقارب ساعة وشيئا، ويدك على قلبك حتى لا تخذلك سيارتك أو يصدمك أحد بعد أن زاد توتره بسبب تأخره عن موعده، في المقابل الرحلة الى وادي الحريم تأخذ ما يقارب ساعتين مع إن المسافة أضعافا مضاعفة إذا ما قورنت بغلا المسقطية.
لكن ما يحدث الفارق إن الشارع السريع باتجاه وادي الحريم مختلف وأربع حارات تكون في كامل هدؤك لتستمع بما أجلته من من مواد صوتية استمتع بها. قد أكون مبالغا في حديثي لكن من يعيش في العاصمة -وتحديدا- في ولاية السيب سيدرك حجم الازدحام الذي بات يؤثر على الصحة النفسية وحركة الناس واقتصادهم، لتصبح العاصمة بيئة طاردة لاستقطاب الزوار، مع الجهد الذي تبذله الجهات المعنية في تحسين سعة الطرق لاستيعاب الأعداد المتزايدة مع يقيني بأن هذا الموضوع جزءاً من الحل وقد يكون الحل الاساسي في إيجاد وسائل للنقل العام قادرة على استيعاب الحركة بانسيابية ولا تكتفي بالمرور عبر الشوارع الرئيسة كما يحدث حاليا.
خلال السنوات الماضية سمعنا عن الكثير من التصريحات الإيجابية التي تبشر بمترو في مسقط وآخر تصريح لمعالي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، ان هناك دراسة أسندت إلى الوزارة من قبل مجلس الوزراء بشأن مترو مسقط. حيث أكد معاليه إن ” السرعة اليوم في شوارع مسقط تصل إلى 55 كيلومترا في الساعة، وهي سرعة، كما يرى معاليه -جدا مناسبة- إذا ما قورنت بالعواصم الأخرى، في حين ستصل السرعة في عام 2027 إلى 27 كم ، لهذا تعمل الوزارة على الا يحدث ذلك ولديهم “متسع من الوقت من 2025 إلى 2035 لعمل مشروع متكامل للنقل العام في مسقط”، بالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص.
ونحن مقبلون في الايام القادمة على توسعة الشارع السريع ليصبح بـ6 حارات، وإلى الان لا نعرف كيف سيتم تسهيل انسيابية الحركة، كل ما نستطيع ان نقوم به هو الاعتياد على الزحمة لتصبح ضمن اسلوب الحياه في مسقط .