يكتبه: د. رجب العويسي|
أشارت إحصائية حديثة للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أن عدد زوار خريف ظفار خلال الفترة 21 يونيو وحتى 31أغسطس 2024 بلغ مليون زائر بنسبة ارتفاع بلغت 9% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023 مع زيادة ملحوظة في عدد الزوار من دول مجلس التعاون والجنسيات الأخرى.
وبالتالي تقدم هذه المؤشرات صورة أكثر تفاؤلية بأثر ما يبذل من جهد مخلص وأداء متقن وتكامل في أجندة العمل في نجاح موسم خريف ظفار لهذا العام، خاصة أن المسألة ارتبطت بجهود وطنية أخرى على مستوى الإعلام والمبادرات الساعية لاستقطاب الإعلاميين والقنوات الإعلامية المختلفة ومؤسسات الإنتاج الإعلامي ونشطاء المنصات الاجتماعية في الترويج لخريف ظفار والتعريف بالميزات والخدمات السياحية التي تقدّم للسائح، الأمر الذي كان له مردوده الإيجابي في مؤشر الارتفاع.
ومع الاعتراف بكل الجهود المقدمة في صياغة نموذج سياحي يتناغم مع التوجهات الوطنية ويحقق أولويات رؤية عمان 2040، ويحظى بتقدير المواطن ويقدم الإبهار والابتكارية والاستدامة في عمليات التنظيم والتصحيح والمراجعة والتنوع في المرافق والمنشآت السياحية والتوسع فيها والحرص على توفر الخدمات السياحية لتكون في متناول الجمهور، إلا أن الوصول إلى المنافسة السياحية يجب أن يأخذ في الاعتبار مستوى حضور المواطن في إنتاج الخدمة السياحية وإدارتها ، الأمر الذي يؤكد أننا في خريف ظفار بحاجة اليوم الى الاستفادة من محطات هذه التجربة السياحية المتفردة وتفاصيلها الدقيقة والفرص والعقبات والمنغصات، لتوجيه بوصلة العمل السياحي الموسمي القادم .
على أن الفرص الاقتصادية النوعية التي ارتبطت بخريف ظفار، والمكاسب الاقتصادية التي تحققت في قطاع الأعمال للشركات والعمالة الوافدة خارج إطار المواطن، تستدعي اليوم إعادة توطين المنجز السياحي لخريف ظفار وترقيته عبر رفع درجة مشاركة المواطن فيه، وهو أمر لا يتم إلا من خلال تعظيم جدية الشراكة والثقة والاحتواء ورفع درجة الاستحقاق الاقتصادي والحوافز للمواطن في بناء مشروعه السياحي، وتعميق مسار الريادة السياحية المصحوبة بالاستدامة والاحترافية والمهنية والمرونة والإنجاز.
فإن المشهد السياحي الذي قدمه خريف ظفار للسياحة الموسمية، فرصة لالتقاط الأنفاس والتفكير خارج الصندوق في صناعة المنافسة السياحية، عالية الجودة والتأثير.