يكتبه: د. رجب العويسي|
تتميز سلطنة عُمان بشواطئ بحرية باردة في فصل الصيف، تمتد من محافظة ظفار بما تشهده من جو خريفي مصحوب بالرذاذ والأمطار الخفيفة، تبقى تأثيراتها غير المباشرة على الخط الساحلي الممتد من ظفار مرورا بمحافظة الوسطى ثم بعض مناطق محافظة جنوب الشرقية، حيث تقدم هذه المناطق بيئات سياحية للسياح في الاستماع بأجوائها الباردة التي تتراوح درجات الحرارة في العشرينيات.
إن هذا التنوع في المناخ يضعنا أمام محطات مهمة من الاهتمام بالمناطق السياحية الممتدة على الشريط الساحلي بدءا من منطقة رأس الحد ثم الرويس وأصيلة والأشخرة (كورنيش) ورأس مدركة وشنة ومصيرة والخلوف والشويمية وحاسك وغيرها كثير باعتبارها محطات سياحية تعيد رسم جماليات الصورة في هذا الشريط الساحلي البارد.
وبالتالي ما يستدعيه وجود هذه الشواطئ الباردة من الحاجة إلى الخدمات الأساسية والسياحية على طول الخط السياحي مجهزة بكل الفرص الترويحية التي تسمح للسياج بقضاء وقت ممتع بصحبة الأسرة والأصدقاء، غير أن ما يؤسف له أن وجود هذه الميزات الخدمية ما زال محدودا للغاية، وإن وجدت فلا تجد من يحافظ على فاعلية استخدامها بالاهتمام بالصيانة والمتابعة وتوفير الاحتياجات وإصلاح ما تسبّبته الطبيعة، خاصة في ظل استمرار هبوب الرياح التي تحمل فيها الكثبان الرملية الكفيلة بتغطية معالم هذه البيئات.
من هنا نعتقد بأن فتح المجال اليوم لاستمرار نشاط هذه البيئات السياحة والاستثمار السياحي في الشريط الساحلي المشار إليه يستدعي جهدا نوعيا بإعادة إنتاج هندسة هذه البيئات وتوجيهها لصالح بناء منظومة سياحية تتيح للسياح المواطنين والمقيمين وغيرهم فرص الاستجمام فيها.
وتحقيقا لذلك نؤكد على أهمية إيجاد إدارة سياحية مطورة للبيئات الساحلية والشاطئية في سلطنة عُمان، تضمن توجيه الاهتمام لهذه البيئات الساحلية لما يمكن أن تقدمه من تطور نوعي مبتكر ومتوازن يؤدي مع البيئات الأخرى التكاملية السياحية المنشودة.
ويبقى وجود مسار تطويري واضح في التعامل مع البيئات الساحلية يختلف عن البيئات العادية البعيدة عن الساحل، وما تتطلبه هذه البيئات من درجة عالية من الاهتمام في الخدمات والهوية والمحتوى الداخلي، الطريق لتحقيق اهتمام أوسع بهذا الشريط الساحلي البارد وإعادة إنتاجه اقتصاديا وسياحيا وضمان قدرته على تقديم سياحية موسمية منتجة.