يكتبه: حمدان البادي|
أتعرض وبفضل خوارزميات الإنترنت هذه الأيام لمقاطع مرئية عن مسافرين يحرصون على تنظيف الغرف الفندقية “تنظيف عميق”، قبل البدء باستخدامها في دعوة للتأكيد على الاحتياط من نظافة الفنادق مهما كان تصنيفها، قد تكون هذه المقاطع انشئت بهدف “صناعة محتوى” لكنها بالنسبة لي تجربة استفيد منها ولدي هذا التوجس حين أقصد الفنادق الرخيصة أو الشقق المستأجرة أو حتى الفنادق ذات التصنيف العالي – وقد يكون لهذا السبب يظهر لي هذا النوع من المحتوى – حيث احرص على أخذ ” شرشف كغطاء للسرير والمخدة وآخر أضعه بيني وبين البطانية ومن المستحيل أن استخدم مناشف الفندق مهما كان تصنيفه.
قد يكون الحرص الزائد ناتج عن رغبة في الحفاظ على الصحة العامة، وإذا كنا وعلى سبيل المثال لا نتشارك المناشف في بيوتنا مع ابناءنا -حتى بعد غسلها- فلماذا قد نرضى باستخدام مناشف الفندق وهي التي يتم تخزينها في دورة المياه، حيث تكون أكثر عرضه للجراثيم، وقبل ذلك لا يمكن التأكد إن كانت قد غسلت وتم تعقيمها بشكل جيد، أم خضعت لتقديرات “الهاوس كيبنج”، ومن ثم إعادة ترتيبها أو نقلها من غرفة غير مستخدمة لغرفة أخرى.
بعض الأدوات إن تأملنا فيها، أو اسقطناها على طبيعية ممارستنا لمرافق الغرفة وأدواتها سنجدها قذره وهناك ممن تركو المهنة تحدثوا عن بعض الكسل الذي يمارس من قبل “الهاوس كيبنج”، والذي يعمل بمبدأ أن يمنحك شعورا بأن المكان نظيف، خاصة في ذروة الموسم ونسبة الإشغال العالية للفندق، حيث يصعب على “الهاوس كيبنج” القيام بتنظيف الغرف بشكل دقيق، لهذا تتم إعادة تجميل الأشياء لتبدو نظيفة ومرتبة وتمنحنا احساسا بذلك، إلى جانب بعض المؤثرات الخارجية مثل بق الفراش وهي واحدة من الآفات التي تعاني منها الفنادق وكذاك السحالي الصغيرة التي تتسلل إلى الغرف في بعض الفنادق إلى جانب البعوض والذباب وسلوكيات النزلاء التي لا يمكن لـ “الهاوس كيبنج” من اكتشافها.
المسافرون الذين ينشرون مثل هذا النوع من المحتوى لا يريدون تشكيك النزلاء في نظافة المنشآت الإيوائية أو جعلهم وسواسيين أكثر من اللازم بقدر ما يؤكدون على ضرورة توخي الحيطة والحذر من نظافة الأدوات بالغرفة، بدءاً من “ريموت” التلفزيون ومقابض الأبواب مرورا بالسرير وأدواته ودورات المياه وحتى الأكواب وسخان الماء وغيرها من الأدوات التي تتعرض لاستخدام متعدد من قبل أشخاص لا نعرف من هم.
و “الهاوس كيبنج” تحت خدمتكم ولكم الحق في طلب تغيير الأغطية والمناشف وحتى الغرفة على سبيل المثال، إن تبين لكم أنها غير نظيفة إن وجد ما يستدعي لذلك، ولـ “البخشيش” الذي نمنحه لـ “الهاوس كيبنج” سحر عظيم، من شأنه أن يجنبهم الكسل وبمثابة تأكيد بضرورة الاهتمام بالغرفة وأدواتها.