يكتبه: حمدان البادي|
الصدفة وحدها قادتني إلى الملعب الأولمبي في أمستردام حين استأجرت غرفة في فندق يطل على الاستاد الرياضي مع المرافق وبعض المجسمات التي تمثل الألعاب الأولمبية ومساحات خضراء مفتوحة تشكل آية في الجمال ونهر كأنه يمر من تحت الفندق.
ولجهلي بالرياضة كنت أعتقد أن الإستاد الرياضي لأحد الأندية الهولندية ومن الملاعب الحديثة التي تنتشر في كل مكان لدرجة إن الجهة المقابلة للإستاد الرياضي هناك مجمع ملاعب رياضية متكاملة شكلها جاذب لممارسة الرياضة والنهر نشط بقوارب التجديف.
لم افهم دلالات تسمية الفندق الذي نزلت به Olympic Hotel لهذا استعنت بالعم “جوجل” بحثا عن معلومات حول النادي الذي يملك هذه المدينة الرياضية لأكتشف أن الملعب يعود لعام 1928 وتم انشاؤه لاستضافة الألعاب الأولمبية الصيفية، وفيه أوقدت الشعلة الأولمبية لأول مرة ومن ثم لعب عليه نادي أياكس أمستردام قبل أن يتحول لبلدية أمستردام للاستثمار السياحي والتجاري.
يعد الإستاد الأولمبي رمزا للرياضة الأولمبية الهولندية ومكانا ملهما للسياح حيث يقصدونه للوقوف على الإرث الأولمبي في خطوة تؤكد أن الاشتغال الحقيقي يدوم ويبقى ويحقق نتائج وستحتفل أمستردام قريبا بمئويته.
ومن ضمن ما قاله “جوجل”، إن ملكة هولندا ” فلهلمينا” رفضت حضور البطولة واعتبرتها تظاهرة وثنية، وهي التي تربعت على عرش هولندا 58 عاما، وربما تخوفها كان نابعا من أصل هذه الألعاب التي اقيمت بنسختها القديمة في القرن الثامن قبل الميلاد في اليونان، كل أربع سنوات ولمدة 12 قرنا. يتنافس فيها الرياضيون عراة وتستمر لمدة خمسة أشهر وتخالطها الكثير من الاحتفالات الوثنية التي ارتبطت بها، ومع انتشار المسيحية والتدين تم منع جميع الاحتفالات الوثنية وتوقفت الألعاب الأولمبية لتعود بنسختها الحديثة في عام 1896 وتنطلق من اليونان بنسختين شتوية وصيفية تقام في نفس العام حتى فصلا في عام 1992 وقد تأكدت شكوك فلهلمينا في حفل افتتاح أولمبياد باريس التي جرت للمرة الأولى خارج الملاعب في احتفالية مريبة فيها اهانة للديانات السماوية وخاصة المسيحية بسبب تجسيد لوحة العشاء الأخير وقد وجد نائب رئيس الأمن الروسي هذه الحادثة فرصة للتشفي من فرنسا تحت قيادة ماكرون واصفا فرنسا بـ “الفتاة الرخيصة التي تتدلع تحت صراخ حشد مجنون ملحد” وعلق رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، على المحاكاة الساخرة للوحة العشاء الأخير للمسيح قائلا “إنهم يتخلون تدريجاً عن الروابط الروحية والفكرية مع الخالق والوطن والأسرة … مما أدى إلى تدهور القيم الأخلاقية العامة في المجتمع.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقد كان فخورا بالحفل ومراسم افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية ، وهي الدورة التي راهن على نجاحها بمرور 100 عام استضافتهم للألعاب الأولمبية في دورتها الصيفية والسادسة لهم في تاريخ البطولة الحديث.