يكتبه: يوسف البلوشي|
نستغرب حقيقة من قيام بعض الفنادق في بلادنا من نشر أسعار خيالية في وقت تشهد فيه السياحة الصيفية عزوفا كبيرا عن قيام السكان المحليين والمقيمين في الذهاب للفنادق في هذا الوقت الذي تشهد فيه درجات الحرارة ارتفاعا كبيرا، الأمر الذي يدفعهم إلى السفر للبحث عن وجهات سياحية باردة.
ولا نعرف كيف يضع مسؤولو هذه الفنادق هذه الأسعار في عز الصيف في وقت لا نراها حتى في موسم الشتاء وكأنهم في عالم آخر لا يعرفون الوضع الاقتصادي وسعي الناس للتقليل من التبضع والقيام برحلات سياحية بعيدا عن منازلهم إلا من فئة قليلة. ومن تجارب سنوات سابقة حينما كان الوضع الاقتصادي جيدا للمواطن والمقيم، فإن حتى هذه الأسعار لم تصل إلى ما هي عليه اليوم، فماذا تغير؟. هل لأن العالم يشهد غلاء فاحشا يزداد يوما بعد يوم بسبب ارتفاع أسعار الوقود والحروب وغيرها من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، أم لأن مسؤولو هذه الفنادق يعيشون بعيدا عن الواقع الحقيقي الذي يشهده العالم والذي يتسابق نحو جذب السياح والزوار وتقوم الدول والحكومات بإلغاء الضرائب وتقديم خدمات وتسهيلات للزوار حتى يجذبوا السياح.
وسنويا كنا خلال سنوات ماضية، نشهد برامج ترويجية وأسعارا صيفية مخفضة حتى تعوض هذه الفنادق تراجع السياحة الخارجية في فترة الصيف، وبذلك تشجع السياحة المحلية لرفع نسب الإشغال إلى 30 بالمائة، وحتى الأسعار المطروحة اليوم لم نراها حتى في موسم الشتاء للسياح الأجانب الذين يقدم لهم العرض السعري الأفضل والذي لا يصل إلى الرقم المعلن من قبل بعض الفنادق اليوم ويشمل كل شيء من مأكل ومشرب وغيره من الخدمات طوال اليوم. فلماذا لا تقدم هذه الفنادق نفس هذه الأسعار أو أقل لتشجيع السياحة المحلية.
إن ما تقوم به هذه الفنادق يشكل بيئة طاردة للسياحة المحلية، وتدعو الناس للسفر إلى وجهات تعطي أسعاراً أفضل حتى لو تبعد مئات الكيلومترات أو السفر اليها عبر الطيران.
وبطبيعة الحال يفترض ألا يتجاوز سعر الغرفة عن 40 ريالا في هذا الوقت من العام، إذا ارادت الفنادق إشغالا جيدا لعدد الغرف، وتحقيق نسبة دخل جيدة في الصيف تعويضا عن موسم الشتاء.
لذلك نقول لكم راجعوا أسعاركم، وادرسوا السوق المحلي جيدا إذا كنتم تديرون قطاع فندقي صحيح، إلا إذا هناك أمر آخر يدفعكم لطرح هذه الأسعار حتى لا تشجعوا السياحة داخل بلادنا.