جريدة وجهات أول جريدة عمانية مختصه بالسفر و السياحة
يكتبه: د. رجب العويسي|
يمثل السفر وسياحة الصيف محطة تغييرية لدى الكثير من فئات المجتمع، فمع شغف الاحتياج للاستجمام والاسترخاء والاستقرار النفسي وتغيير الروتين، فإنه أيضا فرصة لتغيير القناعات وحكمة التصرف في المواقف وتعويد النفس على تبني أفضل الممارسات وانتقاء أجمل الذكريات، وبناء فرص أكبر للاستثمار عبر رصد المواقف التعليمية والثقافية والفكرية والتدريبية والسياحية والاقتصادية والترويحية والتسويقية.
إن مؤشرات تقييم السياحة تبرز في جوهرها قيمة الوعي والثقافة والحس الجمالي واحترام الذوق كمعايير أساسية لسياحة ناجحة قادرة على تحقيق التميُّز، وأن تقييم مستوى الأريحية في التعامل مع السياح القادمين من دول العالم ، يرجع إلى الحس السياحي في تعاملهم مع الخصوصيات الثقافية والاجتماعية والبيئية، وسمة التسامح والمسؤولية التي يتحلون بها في تعاملهم مع المقومات السياحية الطبيعة.
عليه، فإن مستوى الوعي المتحقق لدى المواطن في مواقف السفر ومحطات الترحال، سوف يتيح له فرص أكبر للتأمل في مساره السياحي وتعظيم فرص الاستفادة من وجهته السياحية بأكبر قدر ممكن، بحيث يشكل ناتج وجهاته السياحية، قيمة مضافة في حياته ليس فقط على مستوى الذكريات العطرة التي رسختها فيه، بل أيضا في الصورة الذهنية التي ستبقى حاضرة أمامه في مواقفه القادمة ، واستدعائها من الذاكرة الشخصية في المواقف التي يتطلب منه أن يبدي فيها رأيه ويقدم خبراته، أو يبني فيه مشروعه السياحي والاقتصادي القادم.
إن الميزة التنافسية التي تحققها سياحة الصيف هو تنوع الخيارات السياحية وتعدد الوجهات التي تمنحه مساحة أكبر للاختيار المبني على الاطمئنان واستشعار حجم التغيير القادم من وجهاته السياحية، ليصبح صيف السفر والسياحة مصدر للتصالح مع الذات وفرصة لبناء مناخات أكبر للسعادة وتحقيق الإنتاجية.
أخيرا، عندما يلتقي خيار تنوع الوجهات السياحية، مع هدف السعادة والتصالح والشعور بالأمان النفسي، وتعبّر كل الممارسات الناتجة عن سعيها لتحقيق هذا الهدف، عندها سوف يكون للخيارات المنتقاة بحكمة وروّية وقعا أكبر على حياة الفرد وأسرته، فيصنع من التقاء الخيارات فرص لتوقعات أكبر وأفضل وأدوم، وتتحول كل المعطيات المرتبطة بها إلى عناصر قوة واستراتيجيات دعم مساندة لصيف مليء بالمفاجآت الجميلة المنسجمة مع التوقعات والملبية للرغبات لصالح سعادة الإنسان وأمنه واستقراره.
