يكتبه: يوسف البلوشي|
نمو أعداد السياح إلى الجبل الأخضر في سلطنة عُمان، يعطي أبعاد كثيرة، لاحتياج هذه البقعة لدراسة استراتيجية جديدة تشجع على جذب الاستثمارات المتنوعة كونه بقعة مثالية للسياحة طوال العام، وخاصة في موسم الصيف لاعتدال درجات الحرارة عند 22 درجة مئوية وما دون.
ورغم ما يشهده الجبل الأخضر حاليا من نمو في الاستثمار خاصة من حيث إنشاء الفنادق المتنوعة بمختلف فئاتها، إلا أن المرحلة المقبلة تحتاج إلى تنوع في بيئة الاستثمار والخدمات التي توفر للزوار خاصة مع افتتاح الطريق الجديد الذي سيربط جنوب الباطنة بالجبل الأخضر مباشرة عبر طريق يمكن الوصول إليه عبر مختلف أنواع المركبات. وهذا بلا شك سوف يسهم في تحقيق دفعة سياحية مختلفة ولن تقتصر الزيارة إلى الجبل الأخضر على عدد محدود من الزوار فقط، بل سيكون تدفقا سياحيا كبيرا وحتى للزيارة ليوم واحد إذا لم يرد الزوار الإقامة هناك.
لكن كل هذا يتطلب من الجهات المعنية وضع خارطة عمل استثمارية جديدة للجبل الأخضر، بعد دراسة ما يحتاجه السوق المحلي فوق الجبل الأخضر من فرص استثمارية متعددة وطرحها على وعاء استثماري مصمم خصيصاً للجبل الأخضر، وتقدم هذه الفرص للمستثمرين وفق تسهيلات تحقق نجاحا لافتا في جذب الاستثمارات.
بمعنى يجب عمل خطة لعدد الفنادق والغرف التي سيحتاجها الجبل الأخضر خلال 20 سنة قادمة، وعدد المطاعم والمقاهي والمشاريع الترفيهية الداعمة للزوار والعائلات وخاصة الأطفال، إضافة إلى تعزيز الجبل الأخضر بمشاريع لسياحة المغامرات التي يمكن أن تجذب فئات أخرى من السياح والزوار. كما انه يمكن عمل مجمع رياضي سواء لكرة القدم لاقامة معسكرات للمنتخبات والأندية الوطنية والعالمية في الجبل الأخضر وكذلك لرياضة ألعاب القوى التي تحتاج لمستوى معين من التدريب على ارتفاع اكثر من 2000 متر عن سطح البحر.
كل هذا لن يكون إلا عبر وجود خطة واضحة لتطوير الجبل الأخضر ومحددة الأهداف والاستراتيجيات المستقبلية حتى يمكن جذب المزيد من السياح والاستثمارات العالمية المختلفة ونستغل ما وهبه الله لنا في هذه البقعة من عُمان وغيرها الكثير في بقية المحافظات.