مقال| التخطيط ثم التخطيط

يكتبه: يوسف البلوشي| 

تتكشف عند كل حالة مدارية ضعف عدد من المشاريع للبنية الأساسية سواء من حيث الطرق أو المخططات العمرانية، والتي تكلف ميزانية الدولة ملايين الريالات الإضافية وهو ما يشكل هدرا كبيرا للمال العام.

وفي ظل الظروف المناخية التي باتت تشهدها سلطنة عُمان بشكل سنوي على مدار العام وليس اقتصارها على فترة معينة، والذي يتطلب الحرص على تفعيل التخطيط الاستراتيجي البعيد المدى خاصة في اثناء انشاء مشاريع الطرق التي تمر على مجاري الأودية وهو ما يتطلب عمل جسور واسعة تستوعب مجرى المياه الكبيرة التي تنهمر من رؤوس الجبال تشق طريقها نحو السيوح الواسعة إلى أن تصل إلى البحر.

كذلك يجب علينا أن ندرك اليوم أهمية التخطيط في انشاء المدن السكانية بحيث تقام بعيدا عن مجاري الاودية، واهمية عمل السدود التي تحمي السكان من انهمار المياه حتى لا تتسبب في كارثة إنسانية لتلك التجمعات السكانية مستقبلا. 

كلنا يعرف أن عُمان ذات طبيعة جغرافية جبلية وسهلية وساحلية، وتتدفق اليها السيول من أعالي رؤوس الجبال تشق طريقها إلى مجاري كانت يوما مجاري أودية ولكن مع التخطيط غير المناسب تحولت تلك الأودية إلى مواقع للتخطيط العمراني بحجة عدم وجود أدوية حاليا وقلة الأمطار في فترة ما.

لكن ما حدث خلال السنوات الأخيرة يجعلنا ندرك أهمية التخطيط الجيد لمشاريعنا التنموية حتى لا نكلف ميزانية الدولة مبالغ إضافية لإصلاح الطرق والبنية الأساسية. 

ان الأنواء المناخية وتغير المناخ يجعلنا نعيد حساباتنا في مجال انشاء المشاريع، والتخطيط العمراني المستقبلي وفق أفضل المعايير العالمية التي تحمي الدولة من المخاطر الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*