بقلم: أحمد بن صالح الغماري | حبا الله السلطنة بموقع جغرافي استراتيجي جعل منها رقما صعبا في السياحة الطبيعية نظراً لتباين التضاريس البيئية والجغرافية.
السلطنة تطل على سواحل طويلة تمتد لحوالي 3 الاف كيلو متر طولي وجبال شاهقة على علو 2000 متر عن سطح البحر تمتد في اراضيها وهي التي تتمتع بالتنوع البيئي بين الأودية والكثبان الرملية والصحاري والسهول لتشكل لوحة فنية فريدة تتناغم فيها الحياة الفطرية قل ما تجد في العالم مثيلا له. كل هذا يوفر عوامل قوة في اثراء الحركة السياحية.
ومن أبرز الخطوات في سبيل اثراء السياحة جاء افتتاح كهف الهوتة بحلته المميزة والمطورة في كافة مرافقة وفق معايير عالية. حيث ان كهف الهوتة، كهف كبير الاتساع ويتميز بالصواعد والهوابط المتشكلة من تكلس الأملاح الذائبة من مياه الأمطار التي شكلتها على مدار ملايين السنين والتي تتعدد ألوانها وأشكالها، يقع الكهف في ولاية الحمراء بمحافظة الداخلية وتم تسميته بذات الاسم نسبة إلى قرية الكهف التي يقع الكهف ضمن نطاقها ويبعد 100 كيلو متر تقريبا عن العاصمة مسقط.
وجاء افتتاح الكهف ليؤكد توجة السلطنة لتنمية القطاع السياحي. ويشتمل الكهف على كافة المرافق التي يحتاجها الزائر لتلبي احتياجاته في سبيل قضاء وقت ممتع ويعيش مغامرة شيقة في كافة أركان الكهف.
تبدأ الرحلة داخل الكهف بقطار يأخذ الزوار من الاستقبال في رحلة تقرب الدقيقة بين مناظر الجبال والوديان إلى فم الكهف ثم بعد ذلك تتابع الرحلة مشياً على الأقدام في رحلة دائرية وحتى الخروج من نفس المدخل مرة أخرى في رحلة تمتد حوالي ساعة.
ومما لفت نظري وجود بحيرة مائية طبيعية داخل الكهف أضافت جمالا ورونقا خاصا لهذا الملاذ السياحي وتمتد البحيرة إلى 4 كيلو مترات .
ومن المتوقع ان يشهد الكهف اقبالا كبيرا من المواطنين والوافدين والسياح كونه يعتبر مزارا سياحيا فريدا من نوعه، كما يساهم افتتاح الكهف في اثراء السياحة أيضا ساهم في توفير فرص عمل مجدية لابناء الولايات المجاورة للكهف فترى نخبة من العمانيين يشتغلون في أرجاء الكهف.
هذه المكونات والمكنونات السياحية علينا ان نستغلها ونسوقها للسياح حتى تكون وجهة سياحية بارزة كيف لا وعمان متحف سياحي بارز يحتاج إلى جهد كبير في المرحلة المقبلة حتى تصبح بلادنا وجهة سياحية أولى للعالم خاصة عبر ما يعرف اليوم بالتسويق عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي اصبحت مؤثر فاعل في توجيه أنظار السياح.