يكتبه: يوسف البلوشي|
على الرغم بما يمر به الطيران العماني حاليا من إعادة هيكلة وتحول في عمله الداخلي “إداريا” وخارجيا عبر “ترشيق أسطوله وتقليل محطاته الدولية، إلا أن التفريط في الموارد البشرية بجرة قلم لا يعد أمرا مقبولا خاصة إذا كان هؤلاء مواطنون عمانيون خدموا الشركة لسنوات طويلة، لا ذنب لهم في ما تكبدته الشركة من خسائر في سنوات ماضية لأسباب عدة.
الشركة الناجحة تسعى لمحاولة تقليل المخاطر على مواردها البشرية، وتحويل الموظفين لمواقع عمل جديدة تسهم في النمو، حتى لا نزيد عدد الباحثين في هذا الوطن أو إحالة الكثير منهم إلى فئة المتقاعدين.
مهما قدم لنا الاستشاري، فلا يجب أن نضحي بالكوادر البشرية، في وقت تسعى شركات طيران لاستقطاب المزيد من الموظفين في خطط التوسع التي تشهدها تلك الشركات بينما نحن نستغني عن كوادرنا الوطنية بسهولة ويكون قرار التسريح سهلا عند المسؤول من دون مراعاة للظروف الأسرية والنفسية لاولئك العاملين.
ومسألة الطيران المتدربين التي تأخذ حيزا من النقاشات على شبكات التواصل وتطرق اليها رئيس مجلس ادارة الطيران العماني يوم السبت الماضي وخرجت الشركة قبلها ببيان توضحي، ولكن مهما جرى ويجري من خطط وبرامج للهيكلة فلا يجب أن يمس ذلك الموظف العماني الذي يعد خطا أحمر.
جدير بالاهتمام أن يسعى الطيران العماني إلى تقديم برامج تدريبية متكاملة لإعادة تأهيل الكوادر البشرية الوطنية لديه، والعمل على تطوير منظومة العمل الداخلي بما يتوافق مع مرحلة التحول التي تشهدها الشركة رغم الظروف الصعبة التي تواجهها والتي قد تضعف الشركة بين قريناتها من شركات الطيران في المنطقة وتخرجها من سوق التنافس التجاري.
مشكلة الطيارين المتدربين تحتاج إلى رؤية واضحة وبرنامج عمل متكامل يعزز من ثقة هؤلاء بالطيران العماني حتى يكونوا دعامة له في المستقبل القريب متى ما بدأت الأمور تتجه نحو تحقيق الأهداف المرجوة من وراء إعادة هيكلة الشركة.