مقال| ضيوف الرحمن

يكتبه: حمدان البادي| 

 رمضان رحلة روحانية يستشعرها المسلمون في كل بقاع الأرض وهم في أيامه يجاهدون النفس لتهذيبها وتعزيز علاقتهم مع الله جل علاه راجين رحمته ومغفرته، يقومون الليل ويمسكون عما يعصيه ويعيدون وصل أرحامهم طامعين في الأجر والثواب باحثين عن الراحة النفسية ومانحي أنفسهم مساحة من التأمل والتدبر.  

ولرمضان في سلطنة عُمان حضوره المميز الذي يجعل من المسلمين يتسابقون لاغتنام فضل لياليه حيث تلتم الأسر خلف الأسرة الكبيرة وتزدحم المساجد بالقائمين في لياليه وتكثر موائد الخير وأصحاب الخير، ولعل أبرز ما يحرص عليه العمانيون في رمضان هو أداء مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي حيث يشد العمانيون رحالهم فرادى وجماعات برا وجوا إلى قبلة الإسلام والمسجد النبوي الشريف، ساعين لاغتنام الأجر،  فقد روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال “عمرة في رمضان تعدل حجة معي”، ومن هنا يتسابق المسلمون في شهر الخير للطواف والتلبية والسعي بين يدي الله. 

 وعلى الرغم من عدم وجود إحصائية بعدد العمانيين الذين يعتمرون في رمضان في ظلّ سهولة معرفة ذلك عبر تطبيق “نسك” من القائمين عليه أو للعابرين عبر المنافذ البرية والجوية، إلا أن أعدادهم ليست يسيرة فقد بلغ عددهم في العام المنصرم 53 ألف معتمر من سلطنة عُمان وهو ضعف العدد من العام الذي يسبقه، حسب الإحصائية، كما تم رصد ما يقارب 14 ألف معتمر عبروا عبر منفذ الربع الخالي. وهذا حال كل المسلمين الذين يستطيعون إلى مكة سبيلا يلتمسون منه الخير فهي قبلة المسلمين، والرحال لا تشد إلا إليها وخاصة خلال الشهر الفضيل، والارقام المليونية التي يتم تسجيلها شاهدة على ذلك فقد وصل عدد المعتمرين في رمضان العام الماضي 13,55 مليون معتمر، وفقا لتصريح وزير الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية، ولأن رؤية المملكة 2030 تستهدف مضاعفة العدد بحلول الرؤية، فإن وزارة الحج والعمرة بالسعودية تسعى لمد أواصر المحبة بين الشعوب عبر عدد من التسهيلات الميسّرة لخدمات المعتمرين ومن ضمنهم العمانيين والمقيمين بسلطنة عُمان لاستيعاب المزيد منهم وإثراء تجربتهم، وذلك وفقا لما أعلن عنه مؤخرا في جلسة مباحثات بين البلدين بشأن ترتيبات شؤون ضيوف الرحمن من سلطنة عُمان منها تعزيز حركة الطيران بإضافة خطوط جديدة تصل بين البلدين حيث تم الإعلان عن إطلاق رحلات مجدولة لطيران ناس من جدة إلى صلالة بمحافظة ظفار؛ لتسهيل حركة الحجاج والمعتمرين، وتعزيز الحركة السياحية بين البلدين، وتسهيل حركة الحجاج والمعتمرين من منفذ الربع الخالي عبر تعزيز الطريق بالخدمات وسهولة إجراءات الدخول والخروج، وافتتاح مكتب لاستخراج التأشيرات في المنفذ وتعزيز أوجه التنسيق وتبادل المعلومات بين البلدين وبما يخدم ضيوف الرحمن.