يكتبه: حمدان البادي|
تصدرت الأوركسترا السيمفونية السلطانية ” في الأيام الماضية ترند المنصات الرقمية، أثناء مشاركة سلطنة عُمان في معرض بورصة برلين الدولية للسياحة لعام 2024 الذي يعد أكبر المعارض السياحية العالمية ومنصة لتبادل المعرفة والتسويق السياحي والتجاري.
وفي ذات الوقت وعلى الجانب الآخر كان بعير الهجانة أو الجمل الراقص يلفت الأنظار أثناء مشاركة الهجانة السلطانية بشؤون البلاط السلطاني في مهرجان “جادة الإبل”، في منطقة حائل شمال غرب المملكة العربية السعودية، بعد أن قدم رقصة متوازية مع فن الرزفة الحماسية إلى جانب عدد من الفنون العُمانية التقليدية مثل همبل البوش، وفن العازي، وفن التغرود، وفن الطارق.
فقد كانت الموسيقى والفنون العمانية حاضرة، كعادة سلطنة عُمان في حضورها المحلي والدولي، لتقدم جزءاً من هويتها عبر الموسيقى والفنون الشعبية التي تخاطب الإحساس والروح وتلامس القلوب لذا احتلتا اهتمام رواد المنصات الرقمية وكانت المحرك الأساس لعدد كبير من الحضور للالتفاف حول الحضور العماني في هذين الحدثين الذين يشكلان أهمية في استعراض الثقافة العمانية وتنوعها لتلبي الذائقة العامة.
الفنون العمانية غنية بتنوعها ورقصاتها حيث الإيقاع في المقام الأول ومن ثم تأتي النغمة، لذا تعد الموسيقى واحدة من المواد التي تشكل هوية سلطنة عُمان عبر الفرق الموسيقية الرسمية والشعبية التي تقوم بأدوار مهمة في نشر ثقافة السلام والتسامح والتعايش بين الشعوب، والتاريخ العماني حافل بالموروث الشعبي واللحن الموسيقي الذي يعكس أصالة وعراقة هذه البلاد. وما الأوركسترا السيمفونية السلطانية، إلا واحدة من هذه المواد التي تشكل هوية سلطنة عُمان منذ العام 1985 حين انطلقت لتعيد تشكيل مفهوم الفن بتوجيهات من السلطان الراحل قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه، من دون التخلي عن أصالة الفنون العمانية والفلكلور وحتى الفنون القادمة من السواحل وازدهرت في عُمان فقد أصبحت تشكل جزءاً من الموروث الشعبي والثقافي للإنسان العماني.
فلم يعد غريبا أن نجد غرباء يحدثوننا عن المقطوعات الموسيقية التي تعزفها الأوركسترا السيمفونية السلطانية، فهي هوية بلد وتعكس ثقافته وساهمت في تعزيز الحضور الثقافي لسلطنة عُمان في العالم، وهي رسالة عُمان للعالم ولها متابعوها ومحبوها. لذا كانت آخر ما يختم تلفزيون سلطنة عُمان به برامجه قبل أن يدخل في استراحة حين كان البث لا يتم على مدار الساعة.
وبالطبع الأهمية والتميز يمتد إلى الإبداع الذي تقدمه فرق الموسيقى العسكرية والفرقة الموسيقية الكشفية والأفراد وفرق الفنون الشعبية، فقد اصبحت الموسيقى والفنون العمانية تحظى بترحيب دائم حتى غدت النشاط الذي يبحث عنه السياح وضمن البرتوكول العماني في استقبال ضيوف السلطنة.