مقال| الطيران العماني.. وإعادة هيكلة الشركات

يكتبه: يوسف البلوشي| 

تتسارع الخطى نحو إعادة هيكلة شركة الطيران العماني، حتى تتم إعادته إلى الربحية وتحقيق النمو بعد سنوات من الخسائر، التي كانت الشركة تتكبدها لأسباب عدة، منها زيادة في عدد الموظفين سواء من العمانيين وغير العمانيين، ومحدودية الخطوط والمحطات التي يطير إليها الناقل الوطني العماني، حسب المفهوم السابق له، اضافة لتعاقب عدة إدارات عليه، بعد خروج الحكومة العمانية من طيران الخليج، بهدف دعم الطيران العماني.

وحاول الطيران العماني خلال السنوات الماضية، العودة إلى الربحية شيئا فشيئا، وأذكر شخصيا إعلان أحد رؤسائه التنفيذيين السابقين من غير العمانيين، أن الشركة “ستحقق معادلة الصفر” أي لا ربح ولا خسائر في عام 2017، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. ومع توسع الشركة نحو خطوط متعددة ومحطات جديدة كان النقل يتكبد سلسلة خسائر متوالية عاما بعد عام، لأسباب وجود رحلات إلى محطات لا يوجد عليها اقبال كبير، اضافة لشراء طائرات ومعدات صيانة وقطع غيار عالية الكلفة، منها لم يستخدم ووضعت في المخازن لسنوات حسب بيان جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة، كاشفا عن “خسائر الطيران العماني والتي تقدر بنحو 49 مليون ريال من مخاطر التشغيل لشراء الطائرات بين أعوام  2019 إلى 2021، إضافة إلى خسائر بقيمة 2.3 مليون ريال بسبب تأخرها في إرجاع الطائرات المستأجرة، ومبلغ 23 مليون ريال بسبب عدم تضمين بنود للظروف القاهرة لتجنب سداد تكلفة صيانة الطائرات خلال فترة الإغلاق بسبب كورونا، إضافة إلى مبلغ 14.8 مليون ريال خسائر أخرى بسبب وجود مواد راكدة في المخازن للطيران العماني”‏. اضافة إلى الظروف التي صاحبت فترة كوفيد 19، التي أثرت على صناعة السفر والسياحة عالميا وكبدت شركات الطيران خسائر كبيرة منها الطيران العماني مع عدم فتح الوجهات الدولية بسهولة لكثير من الدول.

ومع خطط إعادة الهيكلة قد يتخلص الطيران العماني اليوم من أسطول طائراته سواء بيعها أو تأجير بعض منها وكذلك الغاء بعض المحطات غير المربحة، بجانب التخلص من عدد من الموارد البشرية العمانية وغير العمانية.

ويبذل مكتب التحول لإعادة الشركة إلى تحقيق نسبة نمو بجانب تخفيف الخسائر حتى تعود الشركة إلى الربحية بعد سنوات.

ولكن مع كل هذا يجب أن نولي الطيران العماني أهمية كبيرة كناقل طيران وطني عماني، يجب أن يبقى قويا ومنافسا في السوق بين شركات الطيران الاقليمية والعالمية وعدم التفريط في أسس هذه الشركة، لان عملية ” الترشيق ” التي تقوم بها الشركة والقائمين عليها ستكون قاسية على مدى سنوات قادمة حينما تفقد الشركة كوادرها البشرية ومحطاتها وأسطولها.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*