مسقط – وجهات
أكد سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة، اننا نجتمع اليوم في المؤتمر وهناك عدوان غاشم يتم تحت أعين الجميع، الهدف منه ليس القضاء على الذاكرة البشرية، وذاكرة الإنسان في فلسطين فحسب، ولكن هو عمل ممنهج له منذ فترة طويلة منذ بداية الاحتلال الغاشم على ارض فلسطين بما يقارب خمسة وسبعين سنة.
وقال المحروقي في كلمة ألقاها في مؤتمر التراث فرص، والذي عقد مساء اليوم في الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في سلطنة عمان، ان هذا العمل الغاشم للأسف ممنهج ومدعوم سياسيا ودبلوماسيا بل من خلال أسلحة الدمار الشامل الهدف منه القضاء على كل ما يمثل الذاكرة للشعب الفلسطيني.
ودعا وزير التراث والسياحة العماني سالم المحروقي، إلى الالتزام بالأسس المرجعية للحفاظ على تراث الشعب الفلسطيني وهو يمثل تراث الإنسانية جمعاء، مؤكدا أن تطبيق المعايير المزدوجة لا يفيد السلام العالمي والاستقرار الإقليمي.
وطالب المحروقي بتنفيذ المبادىء الموجهة التي تضمن حقوق الجميع للحفاظ على تراثه وكيانه، وكل الممتلكات التراثية والثقافية.
وان ما نراه الان من دمار للمعالم التراثية والتاريخية بشكل ممنهج على كافة اراضي فلسطين يمثل اعتداء واضح وصريح ضد كل القيم.
ودعا منظمة اليونسكو وكل منظمات المجتمع المدني مثل التحالف لحماية التراث العالمي، إلى لعب دوره الطبيعي من أجل التدخل سواء في هذه المرحلة أو المرحلة اللاحقة من أجل إعادة البناء واستدامة التراث في الأراضي الفلسطينية التي يمثل تراث الإنسانية بشكل عام.
وقال المحروقي في كلمته، ان مؤتمر التراث فرص، يمثل فرصة سانحة لنا في سلطنة عُمان من أجل تبادل المعرفة وإبراز القضايا المشتركة سواء على المستوى الإقليمي أو حتى الممارسات الدولية.
وقال: آمل أن تتكرر مثل هذه الملتقيات، مشيرا إلى أن الوزارة ستنظم ملتقى في العام بداية القادم 2025، بمناسبة مرور 50 عاما على اصدار مجلة الدراسات العمانية، وهي مجلة محكمة والأولى من نوعها في العالم العربي.
واضاف المحروقي قائلا، إننا نأمل أن تتكرر مثل هذه الملتقيات لتبادل المعارف والخبرات وخلق الفرص لإدامة التراث والحفاظ عليه وتعظيم قيمه المختلفة.
واشار وزير التراث والسياحة إلى أن سلطنة عمان كما يعلم الجميع من الدول الرائدة في حماية وإدارة التراث الوطني من خلال انشاء وزارة خاصة منذ بداية عهد النهضة العمانية المباركة تحت مسمى وزارة التراث القومي، ومنذ تلك الفترة إلى الآن اصبح هناك رصيد تراكمي كبير وغني.
وقال ان خلال هذه الفترة ومن خلال رعاية مباشرة من جلالة السلطان المعظم، حفظه الله ورعاه، تم انشاء برامج جديدة، تمثل محور قطاع التراث، وهنا نعني التراث المغمور بالمياه، ومكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، اخذين في الاعتبار الموقع الجغرافي لسلطنة عمان وكان لزاما أن ننشىء مثل هذه البرامج لأحكام السيطرة على الحركة غير الشرعية للمتاجرة بالمقتنيات الأثرية التي تمثل ذاكرة للشعوب والإنسانية جمعاء.
واكد المحروقي ان هناك برامج متعددة نعمل عليها منها استدامة التراث المعماري وبناء القدرات وسوق العمل وإفادة المجتمعات المحلية وهي ملكها تمثل محاور مهمة تعمل الوزارة على ادخالها ضمن مسارات العمل المختلفة، لذلك هناك التزام وبناء والعمل على تطبيق أفضل الممارسات في هذا السياق.