مقال | المكون السياحي وتوطين الاستثمار الاقتصادي في الدقم

يكتبه: د. رجب العويسي|

 عاطر التشريف السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم مع أخيه حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الجابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة في الافتتاح الرسمي لمصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية في المنطقة الاقتصادية بالدقم ؛ مرحلة استراتيجية نوعية في طريق التنمية المستدامة، وتأكيدا على سعي حكومة سلطنة عُمان نحو تعزيز المكانة الاقتصادية والاستثمارية للدقم، بوابة اتصال اقتصادي مع العالم في ظل تكاملية القطاعات التي باتت تضمها، والدور المعقود عليها في تعزيز التنويع الاقتصادي وترسيخ معالم الاستدامة الاقتصادية ورفع الناتج المحلي لسلطنة عُمان، مستفيدا من إطار الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية المعززة للموقع الحيوي الاستراتيجي للدقم في تأكيد التواصل الحضاري الاقتصادي والتجاري لسلطنة عُمان مع مختلف دول وموانئ العالم. 

 لقد كان للمكون السياحي حضوره منذ التأسيس المبكر للمنطقة الاقتصادية بالدقم، وما تم من بنية أساسية للخدمات السياحية والتسويقية والطرق والخدمات العامة، ومطار الدقم والميناء، محطات وضعت الدقم في المسار الصحيح لاستثمار مستقبلي مستدام، لما يشكله هذه المكون من خيار استراتيجي لتوطين الاستثمار، واستقرار الانسان، وضمان توفير البيئة الترفيهية والترويحية الآمنة والتنافسية للعيش فيها، سواء كانوا مستثمرين ورجال أعمال أو موظفين وعاملين أو سكان المنطقة أو غيرهم من السياح والعقول الاستراتيجية، لتكون الدقم الوجهة السياحية المفضلة.

من هنا سعت الجهود الوطنية إلى استحضار المكون السياحي كأهم الأبعاد الاستراتيجية لبناء مدن اقتصادية صناعية واستثمارية جاذبة وعالمية، إيمانا بأن توطين الانسان في هذه البيئات وتعزيز انتاجيته وتعميق شعوره بالانتماء والولاء للمكان والمهمة الوظيفية التي يقوم بها في أجندة المنطقة الصناعية، من شأنها أن تتيح لهذا الانسان الاستقرار المكاني والشعور الإيجابي ورفع سقف التوقعات الإيجابية لديه حول أنسنة المدن والمدن الذكية وارتباطها بجودة الحياة لمزيد من السلام الداخلي والاستقرار النفسي والوظيفي والعائلي.

 إنها دعوة اليوم في ظل اكتمال مقومات النجاح والتميز لهذه المدينة الاقتصادية الواعدة، إلى العمل معا نحو استمرار تعزيز المكون السياحي والترويحي بشكل أسرع أداء، وأكثر ابتكارية، واضعا نموذجا تطبيقيا للسياحة المستدامة التي توظف الفرص والميزة النسبية والخصوصية الثقافية والاجتماعية والبيئية لمحافظة الوسطي عامة ومدينة الدقم خاصة، والتوسع في حضور هذه البيئات سواء من خلال المتنزهات السياحية والحدائق والشاليهات السياحية والنزل السياحية الخضراء والتراثية والبيئات الترفيهية والترويحية وتطوير الواجهة البحرية لمدينة الدقم، وما يرتبط بها من تنوع في الانشطة السياحية والفندقية أخذة بأعلى المواصفات القياسية العالمية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*