مقال| مجمّع عُمان الثقافي رافد وطني للسياحة الثقافية والأدبية

يكتبه: د. رجب العويسي| 

يأتي وضع حجر الأساس لمجمّع عُمان الثقافي تحت الرعاية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه، ليشكل مرحلة جديدة في مسيرة العمل الوطني، وتعزيز دور المنظومة الثقافية والأدبية في صناعة المستقبل، في ظل ما باتت تشكله الثقافة من أهمية كبيرة في تعزيز اقتصاد المعرفة، وإعادة انتاج الرصيد الثقافي والتراثي والفني والأدبي واشكال التعبير الثقافية المختلفة التي تميزت بها الثقافة العمانية في تحقيق مستهدفات رؤية عُمان 2040.

 إنّ سلطنة عُمان ومن خلال مجمّع عمان الثقافي تستشعر القيمة المضافة للأصول الثقافية والفكرية والأدبية والفنون والموروث التقليدي، باعتبارها خيار متقدم في دعم الاقتصاد الرقمي، وتحقيق استثمارات اقتصادية عالية الأثر، في ظل ما تشكله السياحة الثقافية والتراثية والأدبية والفكرية من أهمية في اقتصاديات العالم، وهو الأمر الذي انطلقت منه في رؤية الحكومة في إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة.

لقد شكّلت السياحة الثقافية والتراثية خيارا عالميا مهما في تعزيز اقتصاد السياحة، نظرا لما يمثله المردود الثقافي من فرص نوعية تعود على تنشيط الحركة السياحية ، وفي ظل ما يتوقع أن تشكله البنية الفكرية والمرافق الثقافية التي يضمها المجمع من حيث وجود، المكتبة الوطنية، والمسرح الوطني، ودار الفنون، والمنتدى الادبي ومكتبة الطفل والسينما في مكان واحد، في تألفيه وانسجام وتكامل في تحقيق الأدوار، في استقطاب الخبرات والكفاءات والتوسع في تنظيم المعارض والمهرجانات والمواسم الثقافية والأدبية العالمية التي بدورها تعزز من تنشيط الحركة السياحية ، وتضمن نمو نوعي في السياحة الثقافية وإبراز دورها في اقتصاد الثقافة القادم والرقم الذي تصنعه في الناتج المحلي ومكونات الموازنة العامة للدولة.

 أخيرا، يبقى مجمّع عُمان الثقافي بما يستهدفه من النهوض بالعمل الثقافي والأدبي وتطويره، ودوره في متابعة والاشراف على المؤسسات الثقافية الحكومية والأهلية في سلطنة عُمان؛ إضافة نوعية متجددة للرصيد الحضاري الثقافي والتراثي والادبي والفكري والفنون في سلطنة عُمان تضاف إلى القلاع والحصون والمتاحف والبيوت الاثرية والتاريخية ودار الأوبرا السلطانية بمسقط والمكتبات والمراكز الثقافية، والفنون العمانية المغناة والموروث التقليدي، والفنون الشعبية، والفن الموسيقي والفلكلور وغيرها وهو أيضا نموذج وطني لاحتواء الثقافة، وتعظيم حضورها في بيئات التعليم والتثقيف والتدريب والاعلام وخلق فرص للمنافسة فيها، وتنشيط حركة الابداع الثقافي والفكري المعزز للتواصل الثقافي العالمي وإنتاج الحوار والسلام .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*