عواصم – وكالات |
اتسعت عمليات فحص طائرات “بوينغ 737 ماكس 9” -يوم الأحد- إلى سائر أنحاء العالم، بعد يومين من حادثة تعرضت لها طائرة تابعة لشركة “ألاسكا إيرلاينز” الأميركية جراء انفصال أحد أبوابها بعد الإقلاع.
وعلى غرار شركات أميركية مثل شركة “يونايتد إيرلاينز”- وهي من كبرى الشركات في العالم- قامت الخطوط الجوية التركية و”إيرومكسيكو” وشركة “كوبا إيرلاينز” البنمية بإيقاف طائراتها من هذا الطراز وإخضاعها للفحص، وذلك بعد توجيهات أصدرتها إدارة الطيران الفدرالية الأميركية.
وأعلنت الخطوط الجوية التركية -مساء السبت- أنها سحبت طائرات “بوينغ 737 ماكس 9” الموجودة في أسطولها من الرحلات من أجل الفحص.
وقال المستشار الإعلامي للخطوط التركية يحيى أوستون إنه تم وضع 5 طائرات “بوينغ 737 ماكس 9” قيد الفحص حرصا على سلامة الطيران.
وحسب تدوينة نشرها أوستون عبر موقع “إكس”، فإن الخطوط التركية قررت سحب 5 طائرات من أسطولها بناء على مطالبة السلطات بإجراء فحص أولي عليها.
وأضاف أوستون أن الطائرات ستبقى في أول مطار تهبط فيه.
بدوره، أكد متحدث باسم فلاي دبي، أنه لا تأثير على طائرات الشركة الثلاث من طراز بوينغ 737 ماكس، لافتاً إلى أن الشركة تقوم بتشغيل طائرات بوينغ 737 ماكس 9 بتكوين مختلف مع مخارج المقصورة المتوسطة الخلفية، وهو غير مشار إليه في تعليمات إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية السبت، بشأن عمليات الفحص.
من جهتها أكدت شركة “يونايتد إيرلاينز” -التي تمتلك أكبر أسطول من طائرات “737-9” في العالم- لوكالة الصحافة الفرنسية أنها ستوقف 46 طائرة، وقد انتهت من فحص 33 منها.
كما علّقت شركة “كوبا إيرلاينز” تشغيل طائراتها الـ21 من هذا الطراز للتحقق منها.
إجراءات تنظيمية
ومنعت الجهات التنظيمية الأميركية – يوم السبت- مؤقتا تحليق 171 من طائرات “بوينغ 737 ماكس 9” لإجراء فحوص تتعلق بالسلامة، بعد انفجار في مقصورة أجبر طائرة جديدة محملة بالركاب تابعة لشركة ألاسكا إيرلاينز على الهبوط اضطراريا.
وذكرت إدارة الطيران الفدرالية الأميركية في بيان أن توجيهات الإدارة “تفرض على المشغلين (شركات الطيران) فحص الطائرات قبل قيامها برحلة جديدة”، مشيرة إلى أن هذه العملية تتطلب ما بين 4 و8 ساعات لكل طائرة.
وتحدث وزير النقل الأميركي بيت بوتجيج عبر موقع إكس عن “حادث مروع”، مشيرا إلى أنه على اتصال مع إدارة الطيران الفدرالية.
وقالت جينيفر هومندي، رئيسة الهيئة الوطنية لسلامة النقل، للصحفيين “لقد حالفنا الحظ لأن الأمر لم ينته على نحو مأساوي (…) لدينا الشبكة الجوية (المدنية) الأكثر أمانًا في العالم”.
وأضافت “نحن بمثابة معيار عالمي (…) لكن يجب أن نحافظ على هذا المستوى”.
وكشفت أن الباب، وفقا للمعطيات الأولية، سقط فوق سيدار هيلز، في الضاحية المتاخمة لبورتلاند، ودعت السكان إلى إبلاغ السلطات في حال عثورهم عليه.
من جهتها قالت بوينغ في بيان: “نحن نتفق مع إدارة الطيران الفيدرالية ونؤيد قرارها بطلب إجراء فحص فوري لطائرات “737-9″ المماثلة في التصميم للطائرة المتضررة”.
تفاصيل القصة
وتحطمت نافذة طائرة من طراز “بوينغ 737 ماكس” تابعة لشركة ألاسكا إيرلاينز عندما كانت في رحلة بولاية أوريغون.
وقالت خطوط ألاسكا في بيان إن الطائرة هبطت اضطراريا بشكل آمن دون وقوع إصابات بعد 35 دقيقة من إقلاعها.
ولفتت الشركة إلى أنها ستفحص أسطولها المكون من 65 طائرة من الطراز نفسه، وأن الأمر سيستغرق بضعة أيام. وأوقفت الشركة -السبت- جميع أسطولها من هذا الطراز.
وأشار موقع “فلايت أوير” المتخصص إلى أن الطائرة التي كانت تقل 171 راكبا و6 من أفراد الطاقم، كانت على ارتفاع 5 آلاف متر.
وتم تسليم نحو 218 نسخة من هذا الطراز حتى الآن، بحسب بيانات حصلت عليها وكالة الصحافة الفرنسية من شركة بوينغ.
حوادث سابقة
وكانت الطائرة نالت الاعتماد في أكتوبر الماضي، وفقا لسجلات إدارة الطيران الفدرالية المتاحة على الإنترنت.
وكتبت شركة بوينغ الأميركية لصناعة الطائرات على موقع إكس أنها تعمل على جمع المزيد من المعلومات، وأن فريقا فنيا منها في تصرّف المحققين.
ويأتي هذا الحادث في وقت شهدت فيه شركة الطيران العملاقة في السنوات الأخيرة أعطالا فنية بعد تحطم طائرتين من طراز 737 ماكس.
وأدى هذان الحادثان اللذان تسببا في مصرع 346 شخصا في أكتوبر 2018 ومارس 2019، إلى بقاء الطائرة “737 ماكس” على الأرض لمدة 20 شهرا، قبل السماح لها من جديد بالتحليق.
ولم تسمح إدارة الطيران الفدرالية بعودتها إلى الخدمة إلا بعد إجراء تعديلات على نظام التحكم في الطيران.
وأوقفت بكين استلام شركات صينية طائرات “737 ماكس” منذ الحادثتين.
وفي الآونة الأخيرة، اضطرت شركة بوينغ إلى تأخير عمليات التسليم بسبب مشاكل في هيكل الطائرة، وخاصة في قسمها الخلفي.
وفي نهاية ديسمبر الماضي، سلمت بوينغ أكثر من 1370 نسخة من طائرات “737 ماكس”، وتسلمت طلبات لشراء 4 آلاف نسخة.