مقال| السفر مع الأطفال 

يكتبه: حمدان البادي| 

 السفر بصحبة الأطفال متعب وبعض الأسر تتجنبه بقدر الإمكان، لكنه في حقيقة الأمر هو تجارب من الحياة تصنع للأطفال في وقت مبكر من حياتهم وتساعدهم على النمو العقلي كتجارب يحتفظ بها العقل اللاواعي ويستدعيها في الوقت المناسب.

 الاستعداد الجيد ومحاولة فهم احتياجات الأبناء، وتوفير بعض المستلزمات الأساسية من شأنه أن يسهّل المهمة، والسفر مع الأطفال يصنع تجارب وذكريات للعائلة إلى جانب تعزيز الارتباط الأسري وإيجاد مساحة للحديث والنقاش بعيدا عن المشتتات الكثيرة من حولنا، تلك المشتتات التي تفقدنا لمة الأسرة والجلسات العائلية، ومن شأن السفر العائلي أن يضمن بقاء الجميع مع بعض ويكسر روتين اليوم المعتاد، حتى وإن كان الأطفال يميلون إلى ممارسة الأنشطة التي اعتادوا عليها كمشاهدة الفيديو المفضل على “يوتيوب” أو الألعاب والرياضات الإلكترونية على شاشة التلفاز، أو الألعاب الإلكترونية في المجمعات التجارية لهذا ما المانع من تقديم هذه التجارب في أماكن مختلفة. 

 والسفر مع الأطفال فرصة لتعزيز السلوك عبر تخفيف ممارسة هذه الأنشطة واستبدالها بتجارب جديدة، والأهم من ذلك البقاء في حضن الأبوين بعيدا عن تكليف الجدة برعايتهم لحين العودة، وفي الغالب هذه التجارب لن تكون حاضرة في ذاكرة الاطفال حين يكبرون لكنها جزءا من تشكّل وعيهم وحاضرة في العقل اللاواعي.  

لهذا تحرص شركات الطيران والفنادق والمطارات وبعض المرافق العامة على استقبال الأطفال بطريقتهم الخاصة كتوفير مزايا وخدمات مجانية أعدت خصيصا للأطفال، وذلك من شأنه أن يدعم البرنامج اليومي وما يتم تضمينه من أنشطة ومرافق تناسب الأطفال ومن الطبيعي أن تكون هناك بعض المغريات التي قد لا نلتفت لها لكن بالنسبة للأطفال عالم آخر كأحواض السباحة في الفندق، أو تناول وجبة في المطعم أو شراء لعبة من محل الألعاب. وفي الغالب – وهذا ما يزعج الاباء- يحدث أن نعد برنامجا  مزدحما بالأنشطة والفعاليات التي تناسب الأطفال ونتجاهل أنفسنا في سبيل سعادتهم بهدف الترويح عنهم بعد ضغط أسابيع من الدراسة والمدارس، وقد يجدون أنفسهم في تلك الأنشطة والبرامج وينغمسون فيها، لكن بمجرد أن نغادرها ندخل في سلسلة من الصراعات والصراخ لأسباب تافهة فمن يريد إن يجلس على النافذة أو من يود أن يصعد إلى السيارة أولاً وغيرها من الاسباب، أسباب تافهة بالنسبة لنا لكن بالنسبة لهم قرارات مهمة، والفصل فيها سيدخل أحدهم في حالة من الحزن والبكاء، وهذا الأمر طبيعي وعلينا أن نكون مستعدين للتعامل مع الموقف بطريقة تعزز من السلوك الإيجابي واستشعار جماليات التجارب التي تسبق هذا الموقف.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*