دبا – العُمانية|
تعد منطقة صانات البحرية في ولاية دبا بمحافظة مسندم واحدة من أقدم المناطق البحرية بالولاية التي لا تزال حاضرة بمفرداتها التاريخية إلى اليوم مع تناغم مفرداتها الطبيعية التي تمزج بين الجبال الشاهقة ومياه البحر وشاطئها الرملي الواسع وشعابها المرجانية المتنوعة والتي أصبحت مقصدا سياحيًّا لممارسة الأنشطة المختلفة كالغوص والسباحة والتجديف بقوارب “الكاياك” والاستجمام في معظم فصول العام.
وتتميز المنطقة بقربها من الكهف البحري أو ما يسمى محليًّا بـ “الخيمة” والذي نُحت بفعل عوامل التعرية المختلفة ما جعله معلمًا سياحيًّا فريدًا من نوعه يقصده السيّاح من داخل وخارج سلطنة عُمان، ويمكن للقوارب الدخول إليها في أوقات “الجزر” عند انحسار مياه البحر كما يعد وجهة مثالية للغوص.
وتعد المناطق البحرية في محافظة مسندم مزارات مهمة بتضاريسها المتنوعة وبيوتها القديمة التي كانت تبنى باستخدام الصخور والطين والصاروج، حيث تناقل الأبناء من الآباء والأجداد هذه الحرفة التي بدأت تضمحل مع وجود مواد البناء الحديثة.
وقال سليمان بن راشد الشحي أحد سكان المنطقة: تبعد منطقة صانات البحرية عن مركز الولاية حوالي نصف ساعة بالقوارب السريعة، حيث يتم الوصول إليها عن طريق البحر من خلال القوارب أو السفن السياحية، وتتواجد بالقرب من هذه المنطقة مناطق بحرية أخرى مثل “حفة” و”الشرية”.
وأضاف، أنّ هناك العديد من الآثار القديمة للمنازل التي لا تزال شاهدة على عراقة التاريخ في المنطقة وتتمثل في البيوت القديمة مثل “العقّة” وهي غرفة مغلقة من جميع الجهات باستخدام الصخور، و”الصفّة” وهي بيوت صيفية يتم بناؤها باستخدام الصخور و”الدعن” الذي يصنع من سعف النخيل، بالإضافة إلى التنور الذي يستخدم لصناعة خبز التنور وشَيِّ الأسماك.
وأوضح أنّ أهالي المنطقة اهتموا بالزراعة والرعي إلى جانب الصيد، حيث كان لابد من التنقل إلى المناطق الجبلية المجاورة في المواسم المختلفة ومن أبرز تلك المناطق “خور معلى” و “السَّل” الذي يتميز بوجود السهول الجبلية التي تضم عددا كبيرًا من “الوعوب” وهي مساحات زراعية واسعة تستخدم لزراعة حب البر “القمح”، وتبعد هذه المناطق الجبلية عن منطقة صانات البحرية حوالي ساعة إلى ساعة ونصف سيرا على الأقدام.
وشهدت المنطقة إدخال بعض الخدمات الأساسية كالكهرباء وشبكة الاتصالات، بالإضافة إلى تفعيل محطات عائمة ومتنقلة تقوم بعمليات تحلية ونقل وتوزيع المياه لتغذية المناطق البحرية بالمحافظة، حيث لا يزال بعض أهالي المنطقة موجودين فيها لممارسة أعمالهم الحياتية كمهنة الصيد والزراعة وتربية المواشي، بينما يذهب الآخرون إلى المنطقة في فترات الإجازات الرسمية وإجازات نهاية الأسبوع.