صور “عُمان” – تقرير “وجهات” |
تعد ولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية، الحائزة على لقب عاصمة السياحة العربية لعام 2024، واحدة من الولايات والوجهات السياحية التي تزخر بعديد المقومات السياحية الثرية التي يتطلب زيارتها خلال فترة الاحتفاء بها عاصمة للسياحة العربية.
وتزخر ولاية صور خاصة ومحافظة جنوب الشرقية عامة، بتنوع في المزارات السياحية سواء الطبيعية أو التراثية لتشكل بذلك وجهة جاذبة للسياح الباحثين عن الغوص في التاريخ العماني أو اكتشاف المفردات التراثية أو الاستمتاع بمشاهدة السلاحف التي تأتي لتضع بيضها على سواحل رأس الجنز.
وتطرح “وجهات” عددا من الوجهات السياحية في ولاية صور التي يجب زيارتها خلال الفترة المقبلة للتعرف عن قرب على أبرز المعالم السياحية.
حصن السنيسلة
يعد حصن السنيسلة واحدا من المزارات المهمة التي يمكن زيارتها خلال الوصول إلى ولاية صور. تم بناء الحصن في عهد الإمام ناصر بن مرشد اليعربي وكان للحصن دور كبير في صد الهجمات البرتغالية على السواحل العمانية الشرقية.
يقع الحصن على نتوء أرضي مرتفع يطل على قرية سنيسلة ويضم ثلاثة أبراج دائرية الشكل ورابع مربع الشكل، جميعها تستدق كلما ارتفع بناؤها. استخدم الحصن كمركز دفاعي بحكم موقعه الاستراتيجي المشرف على ساحل بحر عمان.
وتبلغ مساحة الحصن 2500 متر مربع، ويحيط بفنائه المكشوف سور بطول 55 مترا وارتفاعه 5.7 متر، أمّا بوابة المدخل فتقع على الواجهة الشرقية.
ودعت وزارة التراث والسياحة في أبريل الماضي الشركات للتقدم للمنافسة لتطوير وإدارة وتشغيل حصن السنيسلة بولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية، والذي يطل على هضبة مستديرة في الولاية ويعد أحد أبرز المعالم التراثية في محافظة جنوب الشرقية.
قلهات
تقع مدينة قلهات التاريخية بمحافظة جنوب الشرقية بولاية صور في موقع استراتيجي محمي بتضاريس طبيعية ويعود تاريخ هذه المدينة إلى القرن الثالث عشر الميلادي.
حيث كانت تعتبر الميناء التجاري الرئيسي الرابط بين الداخل والخارج ووصفها ابن بطوطة في القرن الرابع بأنها مركز تصدير الخيول ومنها يتم استيراد البهارات ووصفها أيضا الرحالة الإيطالي ماركو بولو في القرن الثالث عشر الميلادي في أوج ازدهارها ووصف ميناءها الكبير الذي تؤمه بكثرة سفن التجارة القادمة من الهند.
وتعد مدينة قلهات في ذلك الوقت أهم المدن العمانية التابعة لحكم هرمز التي سيطرت على مدخل الخليج العربي وأصبحت تسيطر على طرق التجارة البحرية في الخليج العربي القادمة من جنوب شرق آسيا و من الصين و الهند وبلاد فارس.
وبدأت الأعمال الأثرية في الموقع في عام 2003 وشملت المسوحات والحفريات الأثرية بعض أجزاء المدينة حيث تم المسح الأثري بالتصوير الجوي و الرسم شاملا المقبرة الإسلامية الواقعة إلى الجنوب من ضريح بيبي مريم والذي يعد من أبرز الآثار التاريخية في قلهات المزخرف من الداخل.
تحتضن المدينة العديد من الآثار والمعالم التي تروي تاريخ المنطقة، بما في ذلك الجامع الكبير وضريح “بيبي مريم”، والقلعة وبرج المدينة، وبعض المباني الأثرية والسور الخارجي. وهناك خطة وضعتها الحكومة تهدف إلى حماية المدينة والحفاظ عليها وضمان استدامتها من خلال التنمية السياحية ونشر الوعي المجتمعي بأهمية المدينة ومراقبة الموقع للحيلولة دون حدوث أية تجاوزات كما ينص على ذلك في القوانين والتشريعات المحلية والدولية المعتمدة في حماية مواقع التراث العالمي.
كما تحتوي مدينة قلهات القديمة على مدن مدفونة في باطن الأرض، حيث تم دفن معظم آثارها ومبانيها القديمة بعد زلزال مدمر قبل 300 عام، وما تبقى من آثارها هو جزء صغير جدا مما كانت تحتويه المدينة ويمكن العثور عليه ودراسته وتوثيقه من خلال الحفريات.
فلج الجيلة
يعد “فلج الجيلة” بمحافظة جنوب الشرقية أحد أشهر الأفلاج التراثية في سلطنة عُمان، وهو من الموروثات الحضارية التي تدل على عبقرية وبراعة العُمانيين وقدرتهم على مواجهة واجتياز الصعوبات على مر العصور.
وفلج الجيلة من الأفلاج العينية ببلدة الجيلة بنيابة طيوي بولاية صور، ويتغذى من وادي “شاب” بالنيابة، وهو المصدر الرئيس لمياه البلدة، ويمتاز هذا الفلج بأنه ينبُع من منطقة صخرية صمّاء من صخور الحجر الجيري الثلاثي، وتتميز مياهه بالنقاوة والصفاء.
يمتاز فلج الجيلة بقناته المكشوفة التي تقع بحافة الجبل على ارتفاع كبير، ويعد من المواقع المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) منذ عام 2006م. وجاءت تسميه الفلج نسبة إلى القرية الواقع فيها، التي تتميّز بتاريخها التليد وعراقتها، وتقع في أعلى منطقة التغذية لوادي شاب المنتهي للبحر، ويوجد في هذه السلسلة الجبلية العديد من المقابر القديمة على شكل أبراج؛ ما يجعلها مقصدا سياحيا للسياح.
وبيّن أنه نظرا للأهمية التاريخية والتراثية لهذا الفلج فقد انتهت الوزارة من أعمال الصيانة للفلج؛ فقد تم استخدام مواد بناء محلية من البيئة العُمانية في أعمال التأهيل والتحسين للفلج؛ مثل: الطين المحميّ بالنار المعروف محليًّا باسم “الصاروج” للمحافظة على الحالة الطبيعية للفلج.
بروح كبيكب
يستطيع الزوار الى سلطنة عُمان اكتشاف مقابر كبيكب الأثرية، الموجودة في نيابة طيوي بولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية، والتي تُعرف محلياً باسم بروج كبيكب، بالقرب من قرية قران فوق هضبة سلماه، وهي مقابر أثرية على شكل خلية النحل، ويعود تاريخها إلى العصر البرونزي قبل نحو 4،000 عام.
وفي أواخر عام 1991م قام فريق من علماء الأثار بالتعاون مع وزارة التراث والسياحة بمعاينة ودراسة بروج الجيلة في الموقع وقد تم اكتشاف حوالي 90 برجا في حالة جيدة ويعزى ذلك الى متانة بنائها وهي تقع على ارتفاع 2000م من مستوى سطح البحر بمحافظة جنوب الشرقية.
يبلغ ارتفاع هذه البروج بين 4 الى 5 امتار وقطرها 3الى4 م وهي اسطوانية الشكل ومستديرة من الأعلى يتكون بعضها من جدارين بينهما مساحة مملؤة بالحجارة وتفع فوق مرتفعات الجبال تقع فوق مرتفعات الجبال ويتم الوصول إليها عبر طريق قريات- صور. والطريق إليها صعب واثناء السير يمكن الاستدارة يسارا في اتجاه وادي نام وبعد 15 كيلومترا سيجد الزوار على يسارهم آثار ابراج فوق التلال المحيطة.
محمية السلاحف
تعد محمية السلاحف برأس الحد في ولاية صور واحدة من أروع المعالم السياحية المميزة في سلطنة عمان، وتحتل مساحة 120 كيلومتر مربع من أراضي ساحلية وقاع البحار ولى امتداد الساحل الذي يبلغ طوله حوال الـ 40 كيلومتر، وتضم أكثر من 20.000 سلحفاة لأنواع مختلفة وتعتبر من أجمل الأماكن السياحية في صور
تم إنشاء محمية رأس الحد للسلاحف في عام 1996 بأمر من السلطان قابوس، طيب الله ثراه، وكان الهدف منها هو الحفاظ على السلاحف التي تستوطن بحر العرب والسلاحف التي تتوافد في أوقات معينة من السنة على سواحل خليج عمان قادمة من الخليج العربي والبحر الأحمر وسواحل الصومال.
واعلنت كمحمية طبيعية في سنة 1996 وتعد من أهم ثالث محمية فالعالم وأول وجهه سياحية في السلطنة .
وتحتوي المحمية على عدة أقسام أهمها الغرف الأيوائيه وعددها34 وتنقسم الى قسمين القسم الأول 19 غرفة في المبنى و 15 خيمة صديقه للبيئة ومتحف السلاحف ومطعم السنبوق الذي يقدم أكلات عمانيه وأسيوية وأوروبية
منارة العيجة
تقع منارة العيجة، المعروفة أيضاً باسم “برج رأس الميل” والتي تعد إحدى أهم المعالم السياحية في ولاية صور، بمنطقة العيجة في مدينة صور على مدخل جسر خور البطح، بالقرب من حوض صور لصناعة السفن ومتحف صور البحري.
وعن تاريخها، فقد قام البرتغاليون ببناء هذه المنارة التي تعتبر من أقدم المنارات البحرية في السلطنة، وقد كانت في الأساس برج حماية حُول فيما بعد إلى منارة استخدمت لتوجيه سفن الداو التقليدية للوصول بأمان إلى بحيرة صور، وفقاً لموقع اكتشف عُمان.