DCIM100MEDIADJI_0025.JPG

محافظة الوسطى.. مشروعات تنموية واعدة

هيماء – العُمانية|

يُطل الـ 18 من نوفمبر ليتجدد عيد سلطنة عُمان المجيد الذي يستذكر فيه العُمانيون إنجازات عام مضى ويسعون لتحقيق المزيد منها في أعوامهم القادمة في ظل القيادة الحكيمة لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-.

وتجسيدا لحرص جلالتهِ، حفظه الله ورعاه، على تطوير وتنمية كل المحافظات تشهد محافظة الوسطى تطورًا تنمويًّا شاملا في عهد النهضة المتجددة حيث حظيت باهتمامٍ في مختلف القطاعات في ولاياتها الأربع (هيماء ومحوت والدقم والجازر).

وتضم محافظة الوسطى، المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم المركز الصناعيّ والاستثماريّ المهمّ وبوابة التجارة الدولية، وتقوم بدور محوري لدعم تطلعات رؤية “عُمان 2040″، إذ شهدت في أكتوبر الماضي افتتاح منتدى الدقم الاقتصادي الأول تحت رعاية صاحبِ السُّمو السّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب لبحث العديد من القضايا ذات العلاقة بالاستثمار في الصناعات الخضراء والفرص المتاحة أمام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وتشهد المشروعات الاقتصادية في الدقم استثمارات متنوعة في مختلف القطاعات حيث بلغت استثمارات المجموعة العالمية “أوكيو” وشركائها في الدقم أكثر من 10 مليارات دولار أمريكي، ومشروع “رأس مركز” لتخزين وتصدير النفط باستثمار عُماني بنسبة 100 بالمائة، واستثمار مشروع إمدادات الغاز من فهود إلى الدقم ضمن جهودها لتعزيز الاستفادة من ثروات سلطنة عُمان ودعم خطط الحكومة للتنويع الاقتصادي وجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما تضم المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم الحوض الجاف التابع لمجموعة أسياد ويتميز بموقعه الاستراتيجي الواقع على مسار خطوط الشحن البحرية الدولية، ويصنف منطقةً منخفضة الخطورة وفق شركات التأمين العالمية، ما انعكس على رسوم التأمين على السفن القادمة للحوض الجاف بالدقم لتصبح أقل تكلفة مقارنة بالأحواض الإقليمية الأخرى.

من جانبه يمثل مطار الدقم الذي بدأ تشغيله في عام 2014م بوابة جوية إلى منطقة ذات إمكانات اقتصادية وصناعية كبيرة من خلال ما يقدمه من خدمات للحركة التجارية فضلًا عن كونه داعمًا أساسيًّا لنمو المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.

كما يعد المطار مرفقًا استراتيجيًّا لربط المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم بمطارات سلطنة عمُان والعالم، في إطار شبكة تخدم حركة النقل والشحن الجوي بما يسهم في تطوير المنطقة لتأخذ الدور المنوط بها في التنمية.

وبلغ عدد المسافرين في مطار الدقم خلال الفترة من بداية شهر يناير إلى سبتمبر من العام الجاري (50,892) مسافرًا من داخل سلطنة عُمان وخارجها، كما بلغ عدد الرحلات خلال الفترة ذاتها (595) رحلة.

وتزخر محافظة الوسطى بشواطئ ممتدة حيث تصدرت المحافظة المرتبة الأولى بأعلى نسبة إنتاج للصيد الحرفي في الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري في سلطنة عُمان، إذ يسهم 5134 صيادًا وأكثر من 2411 قاربًا وسفينة صيد في تعزيز الإنتاج السمكي بالمحافظة.

وتعود الوفرة من الإنتاج السمكي في المحافظة إلى التنوع الكبير لأسماك السطح والقاع والقشريات والرخويات وأسماك القرش وتطل المحافظة على بحر العرب والمحيط الهندي.

وتسعى المديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة الوسطى إلى طرح أراض للانتفاع الزراعي حيث طُرحت خلال عام 2023 أرض زراعية بمساحة (200 فدان) تُعنى بزراعة الأعلاف في إطار الاهتمام بمشروعات الأمن الغذائي ضمن أهداف رؤية عمان 2040.

إن التنوع الجغرافي في محافظة الوسطى أهّلها لتكون وجهة مهمة على الخريطة السياحية من خلال التنوع الإحيائي والجيولوجي، إذ يُعد القطاع السياحي رافدًا مهمًا من روافد التنمية وجذب الاستثمارات في سلطنة عُمان.

وقال بخيت بن عامر العمري مدير إدارة التراث والسياحة بمحافظة الوسطى إن محافظة الوسطى تضم عددًا من الخيارات للسياح لممارسة أنشطتهم والاستمتاع والاسترخاء في الطبيعة المتمثلة في الشواطئ الممتدة والوديان والخيران المتنوعة إضافة إلى الجزر التي تضم تنوعا إحيائيًّا فريدا إلى جانب البحيرات الوردية وغيرها من المواقع السياحية.

وأضاف أن المحافظة تشهد إقامة العديد من المشروعات السياحية قيد الإنشاء على الأراضي الحكومية السياحية أو الخاصة منها مشروع منتجع ثلاث نجوم بولاية محوت بمنطقة “بنتوت” إلى جانب تطوير شاطئ “شنه” والواحات المصغرة بمنطقة “الجوبة” بولاية محوت ومنطقة ” ظهر” بولاية الدقم، بالإضافة إلى مشروعات تطوير الشواطئ العامة والواحات المصغرة التي تقدم خدماتها للسياح خلال مرورهم بالمحافظة.

وفي مجال توسيع شبكة الطرق تنفذ وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات ممثلة في دائرة الطرق بمحافظة الوسطى عددًا من المشروعات بالمحافظة حرصًا على سلامة مرتادي الطريق.

وقال بخيت بن سالم العوائد مدير دائرة الطرق بمحافظة الوسطى أن الدائرة تنفذ وبشكل مستمر أعمال الصيانة الدورية لكل شبكات الطرق في المحافظة إذ قامت خلال الفترة الماضية من العام الجاري بتركيب وتغيير عددٍ من اللوائح الإرشادية والتوجيهية في كل طرق المحافظة، إلى جانب إدارة وتشغيل تحويلات ولاية هيماء على طريق (أدم – ثمريت)، بالإضافة إلى تركيب الحمايات السلكية على أطراف الطريق.

وأضاف أن الدائرة قامت بتجربة ناجحة للإنارة بالطاقة الشمسية على الجسر رقم “1” الذي يبعد عن ولاية هيماء حوالي /50/ كيلومترًا، لافتًا إلى أنه وبعد نجاح التجربة وضعت الدائرة خطة لتغطية كافة جسور محافظة الوسطى بالطاقة الشمسية، بالإضافة إلى تواصل عمليات إزالة الرمال المتحركة من على الطرق بشكل مستمر حفاظًا على سلامة مرتادي الطرق.

من جانبه قال المهندس راشد بن سعيد الكندي مدير عام بلدية الوسطى أن المحافظة أعدت خطة سنوية لتنفيذ عددٍ من المشروعات التنموية في مختلف ولاياتها بحسب احتياجات كل ولاية على حدة يتم تمويلها من خلال الموازنة الإنمائية المخصصة للمحافظة.

وأضاف أن المشروعات المنفذة بمحافظة الوسطى شملت عددًا من الخدمات في الطرق الداخلية بالمخططات السكنية والتجارية والصناعية، إذ يجري تنفيذ (45) كيلومترًا من تلك الطرق على مستوى ولايات المحافظة إلى جانب تنفيذ مشروعات تطوير الواجهات البحرية المقصد السياحي لأربعة مواقع هي رأس صوقرة واللكبي بولاية الجازر ورأس مدركة بولاية الدقم وشنه بولاية محوت بالإضافة إلى الاهتمام بتجميل واجهات مراكز ولايات هيما ومحوت والجازر.

وحول الحدائق والمتنزهات العامة بالمحافظة وضّح أنه تم إنجاز متنزه هيماء وجارٍ تنفيذ حديقة الجازر العامة وحديقة محوت العامة وجارٍ العمل على إنشاء متنزه أبو مضابي والمعبر بولاية هيماء وآخر بقرية وادي السيل ومتنزه بقرية صراب بولاية محوت ومتنزه بكل من الغبرة الشمالية والغبرة الجنوبية بنيابة ريما بولاية الجازر.

وأشار إلى أن هناك مشروعًا لإنشاء سوق مركزي بولاية الدقم في مرحلة إعداد التصاميم وفق نمط معماري حديث لتحقيق التنمية الاقتصادية وتوفير فرص عمل، وإنشاء عددٍ من الأسواق البلدية متعددة التسوق في كل من العجائز وأبو مضابي بولاية هيماء وإعادة تأهيل السوق البلدي بالكحل بولاية الجازر وتنفيذ عددٍ من مشروعات المسالخ البلدية وقد تم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع المسلخ البلدي بولاية محوت بالإضافة إلى إنشاء مسلخ بلدي بولاية الدقم.

وأكد مدير عام بلدية الوسطى على أهمية استخدام الطاقة النظيفة والمتجددة من خلال إنارة أحد الجسور على طريق (هيما – أدم) وإنارة التقاطعات في ولاية الجازر بالطاقة الشمسية، لافتًا إلى أن العمل جارٍ لتركيب/500/عمود إنارة للطرق الداخلية بولايات المحافظة؛ مما يسهم في رفع مستوى السلامة المرورية إلى جانب قيام المحافظة بتوفير المرافق الخدمية لمستخدمي الطريق من خلال العمل على إنشاء محطتي خدمات بولايتي محوت والدقم تحتوي على مرافق خدمية عامة.

وحقق قطاع الكهرباء بمحافظة الوسطى خلال العام الجاري إنجازات مختلفة، وانتهت شركة نماء لتوزيع الكهرباء من تنفيذ عدة مشروعات في المحافظة منها ربط ولايتي محوت والدقم بشبكة نقل الكهرباء عبر محطات /400/ كيلوفولت وبتكلفة إجمالية تقدر بعشرة ملايين ريال عُماني، وعززت الشركة البنية الأساسية للشبكة الكهربائية في الدقم والمنطقة الاقتصادية بتكلفة بلغت 22 مليون ريال عُماني وتمديد الكهرباء للمشتركين بتكلفة أربعة ملايين ريال عماني، وطرح مشروع توصيل الكهرباء لمخطط مرتفعات مطار الدقم بتكلفة تقدر بــ /150/ ألف ريال عُماني.

من جانبها تنفذ شركة نماء لخدمات المياه بمحافظة الوسطى عددًا من المشروعات منها مشروع نقل المياه من ولاية الدقم إلى ولاية هيماء، وهو مشروع حيوي قيد التنفيذ لخدمة السكان بولاية هيماء والمناطق المجاورة لها، ويشتمل المشروع على خزانات أرضية لتخزين المياه وأخرى علوية للتوزيع، إلى جانب محطات لضخ المياه وخطوط النقل والتوزيع وأجهزة تعقيم المياه ومحطات تعبئة الناقلات لتوصيل المياه للمناطق والقرى البعيدة، ومن المتوقع الانتهاء من المشروع في العام المقبل، كما تضم المحافظة حوالي /17/ محطة تحلية مياه موزعة على مختلف ولايات المحافظة لتلبية احتياجات الأهالي من المياه الصالحة للشرب.

وتعمل هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ممثلة بإداراتها ومديرياتها في مختلف محافظات السلطنة على تنمية عددٍ من المجالات؛ في إطار الاستراتيجية الوطنية الشاملة وتوفير البيئة التنظيمية المشجعة لنمو وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات الحرفية بالتنسيق مع الجهات المعنية.

وقال سالم بن علي الشحري مدير إدارة هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بمحافظة الوسطى أن عدد رواد الأعمال بالمحافظة المسجلين بالهيئة بلغ /2807/، فيما بلغ عدد رواد الأعمال الحاصلين على بطاقة ريادة الأعمال /486/.

وأضاف: بلغ إجمالي عدد المؤسسات المسجلة بالهيئة /2115/، فيما بلغ إجمالي المؤسسات الحاصلة على بطاقة ريادة الأعمال/ 405 /مؤسسات، مشيرًا إلى تنوع الأنشطة الاقتصادية بالمحافظة منها قطاع التشييد وتجارة الجملة والتجزئة والصناعة التحويلية إلى جانب النقل والتخزين والأنشطة العقارية والتعدين واستغلال المحاجر وإمدادات الكهرباء والغاز.

ووضّح أن الهيئة في إطار تجسيد العلاقات بين كل المؤسسات في القطاعين العام والخاص لدعم رواد الأعمال تقوم من خلال إطار عمل مشترك بينها وبين الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة إلى في تحفيز دور ريادة الأعمال ومواكبتها لكل جديد وتقديم التسهيلات التي تدعم رواد الأعمال في مختلف القطاعات.

ويقوم الشباب بأدوارٍ مهمة في التنمية تسهم في مسيرة التطوير اجتماعيًّا واقتصاديًّا، والمشاركة بفاعلية في مختلف القطاعات، مُحققًا إنجازات مشرفة للوطن العزيز، وهذا ما أكد عليه صاحبُ السُّمو السّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب خلال تهنئته للشباب العُماني بيومهم السنوي في الـ 26 من أكتوبر الماضي.

وقال صالح بن علي المعني مدير إدارة الثقافة والرياضة والشباب بمحافظة الوسطى أن الإدارة ممثلة بوزارة الثقافة والرياضة والشباب تعمل على تحقيق أدوار أكثر فاعلية للشباب في المحافظة من خلال البرامج الشبابية التي تُنفذ بالمحافظة لتعزيز أدوارهم والإسهام في مسيرة البناء والتنمية.

وأضاف: تضم محافظة الوسطى نادي الوسطى الرياضي والمركز الرياضي بولاية محوت وعددًا من الصالات الرياضية بولايتي هيماء ومحوت وصالة في ولاية الجاز وهي في مراحلها الأخيرة من الإنشاء، مشيرًا إلى أن الإدارة وبالتعاون مع وزارة الإسكان والتخطيط العُمراني قامت بتوزيع أراض على الفرق الأهلية التابعة لنادي الوسطى لدعم الأنشطة الرياضية في المحافظة.

وأردف أن الإدارة تنفذ سنويًّا الفعاليات الثقافية والرياضية والشبابية في مختلف ولايات المحافظة، بالإضافة إلى تنظيم حلقات عمل وأمسيات ثقافية وحوارات شبابية وفعاليات رياضية متنوعة طوال العام من خلال إقامة مسابقة الأندية للإبداع الثقافي والقوافل الرياضية والأيام المفتوحة للشباب بالإضافة إلى المحاضرات التوعوية بأهمية الرياضة والنشاط البدني والصحة العامة.

وفي سياق متصل يرتبط العديد من المواطنين بسباقات الهجن أحد أهم الأنشطة في الموروث التقليدي الأصيل، إذ جاءت توجيهات حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء في أكتوبر الماضي بتطوير البنية الأساسية لسباقات الهجن من خلال إنشاء عددٍ من الميادين الرئيسة بالمحافظات بالتنسيق بين مكاتب المحافظين والاتحاد العُماني لسباقات الهجن.

وتحتضن محافظة الوسطى ميدان سباق الهجن بولاية هيماء حيث يعمل مكتب المحافظة على رصف الطريق المؤدي إليه بطول 3 كيلومترات و700 متر وعرض /8/ أمتار وبلغت نسبة الإنجاز فيه /10/ بالمائة.

من جانبها تشارك المرأة العُمانية بإنجازاتها وعطائها بفاعلية في مسيرة البناء والتنمية، ولها دور ريادي جنبًا لجنب مع الرجل في كل المجالات، وتأتي جمعيات المرأة العُمانية المنتشرة في ولايات سلطنة عُمان واحدة من أبرز الجوانب التي تبرز وتدعم دور المرأة.

وقالت ريم بنت إبراهيم الحرسوسية رئيسة جمعية المرأة العُمانية بولاية هيماء أن جمعية المرأة العُمانية بولاية هيماء مع مثيلاتها من الجمعيات في مختلف ولايات سلطنة عُمان تقوم بتفعيل دور المرأة للإسهام في البناء والتنمية المجتمعية، إلى جانب تمكينها في بناء المجتمع وتوعيته بالخدمات الصحية والاجتماعية وتنمية مهاراتها القيادية.

وأضافت: تعمل الجمعية في الولاية على تنظيم معارض الأسر المنتجة إلى جانب معارض الحرفيات لتسويق منتجاتهن بالإضافة إلى دعم مشروعات الأسر المنتجة وإقامة العديد من الدورات في مختلف المجالات التعليمية والثقافية، مشيرةً إلى مشاركة الجمعية في مختلف الأنشطة المجتمعية داخل محافظة الوسطى وخارجها.

إن توفير البيئة الداعمة للعلم والتَعلم هو سمة من سمات نهضة سلطنة عُمان المتجددة حيث تسعى إلى تعزيز كل ما من شأنه التقدم في القطاع التعليمي في مختلف مراحله، وتضم محافظة الوسطى (26) مدرسةً، ويبلغ عدد المعلمين الإجمالي في هذه المدارس (1230) معلمًا ومعلمة، بواقع (450) معلمًا، و(780) معلمة، كما يبلغ عدد الطلبة بهذه المدارس (8114) بواقع (4155) طالبا، و(3959) طالبةً.

وتولي سلطنة عُمان اهتمامًا بالغًا بالمحافظة على البيئة محليًّا وعالميًّا من خلال مصادقتها على عددٍ من الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالبيئة والتشريعات المنظمة على المستوى المحلي، إلى جانب الدور المهم الذي تقوم به هيئة البيئة في تطبيق الخطط والاستراتيجيات والسياسات الوطنية لحماية البيئة وصون مواردها الطبيعية.

وتضم محافظة الوسطى محمية المها العربي ومحمية الأراضي الرطبة وتتميز هذه المناطق المحمية بأهمية طبيعية وجيولوجية فريدة في سلطنة عُمان وتُعد مركزًا حيويًا للتنوع الإحيائي والمكونات الطبيعية الفريدة.

كما تتميز المحافظة بموقع جغرافي تتباين تضاريسه بين سهول وأودية وشواطئ وصحارٍ شاسعة حيث أوجد هذا التنوع أنظمة بيئية مختلفة تعددت فيه أشكال الحياة الفطرية من نباتات وحيوانات وفي هذا الصدد يقول محاد بن محمد العمري مدير إدارة البيئة بمحافظة الوسطى أن الإدارة تعمل على الحفاظ التنوع الأحيائي واستدامته من خلال تنفيذ المشروعات والمبادرات ضمن الخطة التشغيلية لعام 2023 م ومشروع استزراع /40/ ألف شجرة محلية وغرس مليون بذرة سنويًّا على مستوى ولايات المحافظة إلى جانب عمل المسوحات الميدانية البرية والبحرية لمختلف الأنواع الإحيائية لتأسيس قاعدة بيانات للأنواع الفطرية والأنظمة البيئية التي تعيش فيها لتكون مرجعًا وأساسًا لوضع الخطط والبرامج للحفاظ على الحياة الفطرية وصون الأنظمة البيئية.

وأضاف: تعمل سلطنة عُمان على حفظ وتوطين الحياة البرية المهددة بالانقراض وإنشاء المحميات الطبيعية، من خلال جهود استمرت على مدى العقود الخمسة الماضية، حيث أُنشئت المحميات الطبيعية وصدرت القوانين واللوائح التي تنظم إدارتها وتحميها من أي تداول غير قانوني.

ووضّح أن الإدارة تعمل على تنفيذ عددٍ من المشروعات التنموية في القطاع البيئي من بينها مشتل إكثار النباتات البرية بولاية الدقم لتشتيل النباتات المحلية لتوفير الكميات الملائمة لاحتياج المحافظة من الأشجار خلال المرحلة القادمة، إلى جانب العمل على مبادرة “كفاءة” بهدف فصل مياه الوضوء الصالحة للاستخدام في الاستزراع، والتي تسهم في ري الأشجار التي سيتم استزراعها في المساجد والمساحات المجاورة واستغلالها لزيادة الرقعة الخضراء، ومشروع المجلس البيئي بمحافظة الوسطى وهو عبارة عن مبادرات بيئية تعنى بمناقشة القضايا البيئية والتحديات التي تلامس الفرد والمجتمع ويتطلب بها رفع مستوى الثقافة البيئية في محافظة الوسطى.

من جانبه قال سلطان بن محمد البلوشي مدير دائرة المها العربية بهيئة البيئة: إن مشروع إعادة توطين المها العربي بمحافظة الوسطى رمز بيئيٌّ رئيسٌ للتاريخ الطبيعي العُماني، وأحد أبرز الإنجازات في هذا السياق بدأ في سبعينات القرن الماضي وشمل مراحل متعددة من الإكثار والرعاية الصحية إلى جانب إعادة الإطلاق في البرية ورصد حركتها في بيئتها الطبيعية.

وأضاف: تأتي محمية المها العربية كأول محمية طبيعية يتم إعلانها في سلطنة عُمان، وتعد موطنًا للعديد من أنواع الحياة الفطرية بما في ذلك المها العربي، ورمزًا تاريخيًّا مهمًّا، ومركزًا لتكاثر العديد من الحيوانات البرية الأخرى مثل الغزال العربي وغزال الريم والوعل النوبي.

وأكد على أهمية حفظ التراث الثقافي والبيئي ذي القيمة العالية ويؤدي دورًا مهمًا في الحفاظ على النظم الإيكولوجية والمفردات البيئية، موضحا أن صون هذا التراث يساعد في مواجهة التحديات البيئية المعاصرة مثل انقراض الأنواع وانخفاض التنوع البيولوجي.

لقد حققت مسيرة النهضة العُمانية خلال الـ 53 عامًا الماضية منجزات على كل الأصعدة، وكان المواطن العُماني محورها وهدفها الرئيس في كل المجالات لتمكينه من أداء دوره المنوط به بكفاءة واقتدار، وما هذه الإنجازات والنجاحات التي تشهدها محافظات سلطنة عُمان إلا ترجمة صادقة تؤكد على نجاح العُمانيين وعزمهم بقيادة حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه- على مواصلة مسيرة التنمية الشاملة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*