يوسف بن أحمد البلوشي
كان جدي رحمة الله عليه يمسح في وضح نهار أحد أيام ما قبل النهضة عن وجهه غبار يوم وعرق جبينه في يوم حار من أيام صيف عمان.
لم تكن حارتنا الملدة في ولاية المصنعة تنعم بطرق مسفلته كغيرها من قرى عمان الغبيراء، ولم تكن أعمدة الكهرباء قد غرزت بعد بين بيوتنا ولم يكن أهل القرية يعرفون السيارات ولا برد المكيفات ولا البيوت الاسمنتية. بل كانت الحياة تنقضي بالعرشان والخيمة التي كانت تصنع من سعف النخيل وبعض البيوت بها غرف من طين لمن هم ميسوري الحال.
كانت في بيتنا غرف من طين اذكرها كانت واحدة قبل ان ندخل في عصر النهضة حيث أخذت بعض البيوت طابع الأسمنت.
حتى الهاتف لم يصلنا إلا في بدايات الثمانينيات من القرن الماضي، وكم فرحنا حينما رن جرس الهاتف في البيت وكان أول بيت يدخله الهاتف في الحارة.
ورويدا رويدا تحولت القرية إلى حالة عيش جديدة بعد ان كنا نتعلم تحت ظلال الشجر وتكوى اجسادنا بالميسم حينما نمرض كعلاج تقليدي متعارف لعدم توفر العيادات أو المراكز الصحية أو المستشفيات إلا بعد سنة 1970. منذ ذلك اليوم يعيش العمانيون عصر النهضة المباركة حيث تتوفر المراكز الطبية والمستشفيات العالمية والمدارس والجامعات. ومد الاسفلت إلى القرى والحارات باطوال تضاهي أحدث طرق العالم.
واصبح إنسان عمان يعيش سعادة بعد سنوات عجاف من الظلام والتخلف التنموي.
ومع كل ذلك، أخذت مناحي الحياة تتغير حتى وصلنا إلى دولة حديثة نضاهي بها العالم، وننعم بالأمن والاستقرار بفضل الله وحكمة قائد عمان واسطورة زمان عمان السلطان قابوس بن سعيد المعظم، حفظه الله ورعاه، الذي أعاد لعمان مجدها ولانسان عمان العزيمة والاستقرار.
نعم بالأمس كان الأمر مختلفا واليوم هناك بلا شك اختلاف كبير في ما وصلنا اليه من بنى أساسية للتنمية من حقنا نحن جيل ما قبل السبعين ان نفخر بهذه النهضة المباركة التي عمت عمان من شمالها الى جنوبها وان نفخر بالامن والأمان الذي رسخه السلطان قابوس على هذه الارض حتى اصبحت عمان نموذج التعايش السلمي والسلام.
مهما تحولت الدولة الى تنمية وتغيرت ملامحها يبقى ان نحافظ على وحدة كيان هذه الأمة وهذا الترابط الوطني بعيدا عن تشنجات هنا واخرى هناك وان نغرس في نفوسنا وفكر أبنائنا حب الوطن وقيادتها والمحافظة على ترابه وان نعيش فرح السعادة والأمان.