يكتبه: حمدان البادي|
وإذا القلاع حكت
وباحت بسردها وأنصفت
وقالت: إن ما جرى على ساحتها مختلف
أيها القادم من الحاضر أنصت
وقف على نافذة التاريخ واصمت
تخبرك القلاع بما شهدت
وفي وجه الريح كيف صمدت
وقد سطرت تاريخ مجدا وأبدعت
وفي ساحاتها احكام ومواثيق فصلت
لكنها لمجد حاضرنا أسست
واليوم نافذة للتاريخ قد فتحت
تحكي لنا عن أمس وما شهدت.
مؤخراً عرفنا عن كوت العسكر، وشكلت قلعة مطرح وجهة سياحية وقريبا سنكون بين أروقة الميراني وحصن الخابورة والسويق وبيت المراح والخندق وغيرها كوجهات سياحية بطابع استثماري، وقبل ذلك كانت قلعة نزوى والرستاق والحزم وبهلاء وحصن جبرين من القلاع التي حظيت بشهرة واسعة وحكى المرشدون الكثير من قصصها للسياح، واحتواء البعض منها على بعض الفعاليات التي تستضيفها إلى جانب مقهى تجاري يستقبل زواره بالاسبريسو والامريكانو والاسبنش لاتيه بعيدا عن القهوة العمانية.
وخيرا فعلت وزارة التراث والسياحة باستثمار القلاع والحصون خاصة تلك التي تشكل أهمية تاريخية في السياق العماني كنافذة نطل من خلالها على التاريخ لنستحضر الحاضر وتستمد منه القوة ونحن نشد رحالنا إليها لنستمع إلى قصص الإنسان قبل المكان في نضاله من أجل الحياة فعمان تجاوزت تلك الحقب وبقت نقاط مهمة لا يمكن تجاهلها، حيث شكلت القلاع والحصون مراكز حكم مستقلة ولها تجارب في إدارة ما يقع تحت نطاقها وهذه التجارب مختلفة باختلاف الأحداث السياسية والاجتماعية التي شهدتها سلطنة عمان في الماضي.
وإذا كان الترميم والتأهيل جاء في المرحلة الأولى والاستثمار في المرحلة الثانية فنحن بحاجة لمستثمر يوثق تجارب تلك الحصون كمرحلة ثالثة متجاوزين بذلك إقامة معرض قد لا يعبر عن المكان أو مقهى لتقديم القهوة. نحتاج من يذهب بنا إلى ما هو أبعد من ذلك لاستنطاق تلك الأبنية وبما يضمن استدامتها ولا يؤثر على هيكلها وتعزيزها بتجارب من واقع تلك القلاع لعلها إن حكت باحت بسردها وأنصفت.
وهناك مواضيع كثيرة يجب أن تطرح، وكما قال الروائي محمد اليحيائي في رواية الحرب ” التاريخ يتحرك والروايات كثيرة ومختلفة وأحيانا متناقضة والناس تغيرت وهنالك أجيال شابة من حقها علينا معرفة الرواية الصحيحة ومن وجهة نظر كل الأطراف”.
Halbadi03@gmail.com