مقال| ما سر التراجع في الاهتمام بالمتنزهات العامة في محافظة مسقط؟.


يكتبه: د. رجب العويسي| 

رغم ما قد يثيره طرحنا لهذا التساؤل لدى البعض من تحفظات، ويجيب بأن إنشاء متنزه المعبيلة ومتنزهات لها سمة التخصصية في ولاية السيب – إعلاميا- سوف يوسع خيارات الترويح والترفية في محافظة مسقط تحديدا؛ الأمر الذي يحقق أهداف رؤية عمان 2040 والاستراتيجية العمرانية في جعل مسقط الكبرى مدينة أكثر استدامة.

إلا أن واقع الزيارات التي قدرت لنا في الفترة الأخيرة لثلاث متنزهات رئيسية في المحافظة، والملاحظات التي باتت تعكس مشاهد حية من التراجع في هذه المتنزهات وبشكل خاص متنزهات: القرم وريام والنسيم، باتت تثير جملة من التساؤلات، منها: لماذا هذا التراجع الحاصل في الاهتمام بهذه المتنزهات؟، ولماذا بدت اليوم في حالة من الضمور وعكست عدم الاهتمام بالصيانة والنظافة والتجديد مقارنة بما كانت عليه منذ زمن؟، وهل كان للتوسع في هذه المتنزهات – في الفترة السابقة – تأثيره على تراجع هذا الاهتمام، فمثلا ، كان يكفي لمحافظة مسقط متنزها واحدا – وليكن متنزه الصحوة- الذي ما زال يمارس دوره الخجول في احتواء العائلات والأسر لقضاء وقت الاستجمام فيه، رغم أن العديد من المواقع في المتنزه لا تعمل منذ فترة طويلة، مثل: النافورات المائية مثلا. 

تساؤلات ونقاشات وحوارات ومطالبات طالت منصات التواصل الاجتماعي، في مشاهد من الصور والوسائط تبرز حالة الإهمال وغياب الصيانة الدورية للألعاب، وحالة الابهار واللمسات الجمالية التي كانت عليها هذه المتنزهات قبل فترة طويلة. 

لعل ما يظهر في السطح من إجابة عن التساؤلات أو تبرره الجهات المعنية هو تراجع الاعتمادات المالية الممنوحة لهذه المتنزهات، نظرا لما تتطلبه من أموال ضخمة في إصلاح الأدوات والأجهزة وغيرها، أو قد يشير البعض إلى سوء الاستخدام الذي يمارس من قبل الزوار لهذه الألعاب وغيرها، وأيا كانت الإجابة إلا انها لا تبرر هذا التراجع في جودة الخدمة، بل أن تجد في ذلك فرصة للتفكير خارج الصندوق، وطرح هذه المتنزهات أمام الاستثمار لضمان توسيع دائرة المكاسب المتحققة منها، وتبني سياسات أكثر مهنية في تعزيز دور القطاع الخاص والشركات في إطار المسؤولية الاجتماعية . 

محطة للمراجعة والتأمل من قبل جهات الاختصاص تستجلي في النفس طموح مجتمع المحافظة في إعادة الحياة في هذه المتنزهات وتوسيع المنافع المتحققة منها من أجل مسقط أكثر أمانا واستدامة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*