يكتبه: حمدان البادي|
“شيت البنادول” الذي تحرص على أخذه في السفر لتستعين به في تخفيف الصداع الذي يداهمك من شأنه أن يضعك في مأزق على حدود دولة ما، هذا إن لم يتم إرجاعك من على حدود تلك الدولة على نفس الرحلة القادم عليها، ودعواتك “بالعافية” بعد وليمة أقيمت لك في بعض من دولة المغرب العربي قد يساء فهمها إن لم تكن مدركا لبعض المصطلحات التي لا تتشابه مع المصطلحات التي اعتدنا عليها، وكذلك الحال حين تحاول أن تتذاكى على استخراج تأشيرة سفر بحجوزات وهمية وغيرها الكثير من التفاصيل التي تدخل في إطار ثقافة السفر.
السفر ثقافة قبل أن يكون قرار واختيار وجهة وما يأتي في سياقها، وحين نؤمن بأن السفر ثقافة ونتعامل معه من هذا المنطلق ونستحضر الكثير من التحديات التي قد نواجهها أو تلك التي يضعنا فيها سوء تدبيرنا، فإن ذلك يضمن لنا سفرة هانئة وخالية من المنغصات التي يمكن التحكم فيها.
وهناك من أصبح عارفاً بالدروب ومسالكها من كثرة المشي فيها، ومع ذلك هناك متغيرات تفرضها البيئة المحيطة كالكوارث والحروب والاضطرابات السياسية والاقتصادية، واخرى تتعلق بالموسم السياحي وأوقات الذروة والصورة الذهنية المتشكلة عند الآخر.
لهذا من الضرورة أحيانا الإلمام ببعض العموميات التي تجنب السائح بعض التحديات، وأن يكون مدركا أن بعض ما يجوز في حياتنا المعتادة قد لا يتناسب مع الآخرين وما يتناسب مع وجهات سياحية أخرى قد يكون من الممنوعات في وجهات أخرى. وإذا كان البعض لا يلقي بالاً بالتفاصيل الصغيرة التي تعد من الشكليات كالوقوف في الطابور أو الالتزام بعدم فرقعة الأصابع لطلب غرض ما من البائع أو الالتزام بعدد الاشخاص الذين تم تسجيلهم في الحجز الفندقي ويتوقع من الآخرين ألا تثيرهم هذه التصرفات، فعليه أن يكون مستعدا لردود الفعل المختلفة وهي بالطبع قد لا تمثل طباع كافة أهل البلد.
ونحن على يقين إن هناك تحديات تطرأ من دون أن يكون للثقافة والمسافر دخل فيها، وهي تعود للاضطرابات النفسية لدى الآخرين وقد تضعها الظروف في طريقنا. لذا علينا أن نحسن التدبير لنخرج من الموقف من دون أن يعكر الجو العام للرحلة، ويجب ألا نرفع الكلفة مع الجميع أو نخوض في تفاصيل غير مهمة لفتح باب الحديث مع من نصادف كأن نطلعهم على تفاصيل غير مهمة من حياتنا.
وفي الأخير كلمة “شكرا” أو التعبير عنها بالأشكال المتعارف لمن اسدى لنا صنيعا لن تكلف شيئا ولها أثر قد ندركه وقد لا ندركه.
Halbadi03@gmail.com