مسقط – العُمانية|
أكد عدد من المحللين في مجال الطاقة أن الهيدروجين الأخضر سيسهم بشكل كبير في التخفيف من آثار تغير المناخ العالمي والتحول نحو اقتصاد أخضر مستدام بدلًا عن الوقود الأحفوري الذي يستخدم في الصناعات الثقيلة؛ ما سيفتح إمكانات كبيرة للتنمية الصناعية لا سيما في الدول التي تنعم بمصادر وفيرة من الطاقة المتجددة.
وقال الدكتور عبد الله بن سليمان العبري مستشار وممثل سلطنة عُمان في الوكالة الدولية للطاقة: إن سلطنة عُمان تطمح إلى تطوير اقتصاد الهيدروجين؛ لذا تم عمل دراسة تحليلية عن إمكانية إيجاد طلب محلي للهيدروجين لدعم تحقيق الحياد الصفري في عام 2050 وتنشيط الصناعات المحلية والتنافسية الاقتصادية.
واستعرض مستشار وممثل سلطنة عُمان في الوكالة الدولية للطاقة، الدراسة التفصيلية لتقييم إمكانية استبدال الغاز الطبيعي المستخدم لتوفير الحرارة للعمليات الصناعية والمواد الأولية الحالية، مع الاستفادة من البنية الأساسية الصناعية والتصديرية القائمة في سلطنة عُمان، مشيرًا إلى أن الدراسة شملت الجوانب الفنية والاقتصادية لخمس مناطق صناعية وهي: صحار ومسقط وصور والدقم وصلالة.
وأوضح، أن الدراسة تضمنت التقييم الفني والتكلفة والإيرادات المتوقعة من مبيعات الهيدروجين والأكسجين والغاز الطبيعي، بالإضافة إلى فترة الاسترداد المالي والتأثير المتوقع من حيث تقليل الانبعاثات والكمية الموفرة من الغاز الطبيعي ومساحة الأراضي المطلوبة لحقول الطاقة الشمسية.
من جانبها، أوضحت مارية بنت زاهر التوبية محللة طاقة صناعية، أنه تم إجراء هذه الدراسة على افتراض أن دورة حياة كل مشروع مدتها 25 عاما وأن يبدأ الإنتاج في مطلع عام 2027، وبيّنت الدراسة أن إجمالي الطلب المتوقع على الهيدروجين هو 8846 طنًّا في اليوم، وأعلى طلب سُجّل في صحار بنسبة 45 بالمائة، تلتها الدقم بـ 28 بالمائة ثم صلالة بـ 14 بالمائة، وفي صور 9 بالمائة، وأدناها في مسقط 4 بالمائة.
وبيّنت التوبية أن الطلب المتوقع على الهيدروجين يأتي لتوفير الحرارة للعمليات الصناعية ذات درجات الحرارة المرتفعة في مختلف الصناعات بما في ذلك الأسمنت والنحاس والألمنيوم والكيماويات والبتروكيماويات بالإضافة إلى أنه يعد كناقل للطاقة النظيفة.