مقال| خريف ظفار.. إلى اللقاء


 يكتبه: د. رجب العويسي| 

ها نحن نحزم حقائبنا للعودة إلى مسقط، استعدادا لبدء العام الدراسي الجديد ودوام الطلبة، بعد أيام جميلة قضيناها برفقة الأسرة في محافظة ظفار، حيث خريفها البديع، ورذاذها المنعش، تجولنا خلالها في جنبات المحافظة. 

 لقد أكسبتنا رحلتنا إلى ظفار دروسا متعددة، فمع ما حمله الخريف من عطر الطبيعة وصفائها وجمالها ونقائها، كانت تضيف في حياتنا مزيج البهجة والسرور والأمان والسلام، محطات حملت من مزون المتعة والفائدة والمرح ما لم يفارقنا، مصحوبا بحب عُمان الذي نستشعر فيه نعم الله عز وجل على بلدنا أمنا وأمانا، وإخضرارا يريح النفس ويسعد القلب، ما يدعونا إلى شكر النعم والتأمل في ممارساتنا نحوها، خيوط ممتدة للأجيال القادمة. 

ومع ذلك لم تكن تخلو رحلتنا من بعض المواقف التي كان لها أثرها السلبي على المزاج، وتعتب فيها أسرتي على الجهات المعنية بالمحافظة، يتصدرها الاختناق المروري الكثيف وغير المريح في الأماكن التي تقام فيها الفعاليات، ومواقع الحدائق والمتنزهات، والصعود إلى جبل دربات الذي بات يحتضن جزءاً كبيراً من فعاليات الخريف، وجبل أيتين، ومدينة الحق وغيرها. يضاف إلى ذلك الحاجة إلى مراجعات وتصحيح لبعض الجوانب المتعلقة بتنظيم المداخل والمخارج والتوسع فيها، وتوفير مماشي تربط مواقف المركبات بالعيون والشلالات لاستخدامها من قبل السياح بشكل أكثر تنظيما مما هو حاصل الان؛ ورصف الطرق المؤدية إلى بعض العيون والشلالات التي ما زال الوصول إليها بحاجة إلى استخدام سيارات الدفع الرباعي، وتنظيم أفضل لمواقع تنفيذ الفعاليات في سهل أيتين والحديقة العامة، لضمان مرونة الحركة وسهولة التنقل من دون الحاجة إلى استخدام المركبات.
 ويبقى تأجيل تنفيذ بعض الإصلاحات لحين انتهاء الخريف، والمزيد من الرقابة الصحية على المواد الغذائية والمضابي، والرقابة على أسعار المواد الاستهلاكية، وتنظيم الإيجارات وتخليصها من الاحتكار، والتفكير في خيار المترو والجسور والانفاق للحد من الاختناق، وانشاء سكة حديد – قطار- لتسهيل الحركة من والى محافظة ظفار، وتعزيز كفاءة شبكات الاتصالات، ومعالجة النقص الحاد في الخدمات السياحية من حيث دورات المياه والمصليات و الاستراحات على الطريق الساحلي، وطريق هيما – ثمريت المؤديان إلى المحافظة. 

أخيرا ورغم تراكمية التحديات، إلا أن ظفار وخريفها الجميل منح أسرتي روح التغيير، وأحسسنا بدفء المكان وجمالياته، الذي بات يجدد فينا حب العودة لظفار، وعسى أن تكون عودتنا القادمة، حالمة بتحقق ما رغبنا أن يكون فيه بلدنا من نهضة سياحية منافسة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*