سوق جارا.. فعاليات متنوعة في أحد أقدم أحياء عمّان

عمّان – العمانية|

يتخذ سوق جارا من أحد أقدم الأحياء في مدينة عمّان مكانا لانعقاده، إذ تقام فعالياته المتنوعة خلال موسم الصيف من كل عام؛ فتتحول الأزقّة الضيقة التي تضم معالم تراثية وتاريخية إلى ساحة ممتدة لمهرجان شعبيّ يؤمّه الزوار والسياح على حد سواء.

وتتجاور المعروضات التي تتضمن منتجات حرفية وأشغالًا يدوية وقطعًا تقليدية مع الفعاليات الفنية والموسيقية والمسرحية والأنشطة التفاعلية للأطفال، وكذلك أطباق المأكولات الشعبية والتقليدية، بمشاركة جمعيات ومؤسسات خيرية تعمل على دعم ذوي الهمم، وتمكين المرأة، ومساعدة الأسر محدودة الدخل، ودعم الشباب.

وعلى امتداد الشارع الرئيس للسوق في جبل عمّان، يجد الزائر نفسه على موعد مع المعالم التراثية والحضارية، حيث تتوزع المباني التاريخية التي تعكس محطات فارقة في تأسيس الدولة الحديثة، مثل مبنى مجلس الأمة القديم (1942-1978) الذي تحول اليوم إلى “متحف الحياة البرلمانية”، بالإضافة إلى القصور التي سكنتها عائلات مرموقة وشخصيات لعبت عبر عقود أدوارا بارزة في المشهد السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي، ومنها قصور آل منكو، وقصر البلبيسي، وقصر الطباع، ومنزل شاكر الزهار أحد الأطباء الأوائل في البلاد، وبيت شقير الذي تحول إلى مدرسة للبنات. وما تزال هذه الأبنية تحافظ على الطابع المعماري الذي تميزت به المدينة خلال ثلاثينات القرن الماضي.

وخُصصت بعض الشوارع الفرعية في سوق جارا، للفعاليات الفنية، ولصنّاع الحرف، بالإضافة إلى منطقة المطاعم والمأكولات التراثية.. حيث تتحول هذه الأماكن كلَّ يوم جمعة خلال موسم افتتاح السوق إلى مقصد للناس ومتنفسًا لهم، لا سيما أن جبل عمان يتسم بارتفاعه عن الأحياء المجاورة له، وبإطلالاته الصيفية وهوائه المنعش وطبيعته التي تم الحفاظ عليها بخاصة أشجار السرو والصنوبر التي زُرعت منذ عشرات السنين.

ويتضمن السوق طيفا واسعا من الفعاليات الفلكلورية، والفنون الشعبية المحلية والعربية، من غناء وموسيقى ودبكات وهي تقام غالبا على مسرح مخصص لهذا الغاية، إضافة إلى تخصيص منطقة آمنة لنشاطات الأطفال والفعاليات المخصصة لهم.

أما المعروضات التي يتميز بها السوق، فمن أبرزها اللوحات المرسومة بالزيت على القماش أو بالأكريليك، والتي تصوّر معالم تاريخية وحضارية وأثرية، وتستوحي مفردات الطبيعة كالأشجار والزهور. وتجاورها معروضات التحف والنحاسيات التي صُمّمت يدويًّا، والحرف الشعبية مثل تعبئة الزجاج بالرمل، والنقش على الفخار، والحفر على الخشب، وأعمال الفسيفساء، إلى جانب معروضات الأزياء ومعظمها من الأثواب ذات التطريز اليدوي والنقوش المستوحاة من البيئة المحلية.

وتشرف على فعاليات السوق جمعية سكان حي جبل عمان القديم التي تأسست عام2004 بهدف الحفاظ على الطابع القديم لجبل عمّان وعلى معالمه التي ترتبط بتاريخ البلاد حضاريا وثقافيًّا واجتماعيا، بالإضافة إلى تعزيز التماسك المجتمعي بين أبناء الجبل وساكنيه، ودعمهم عبر تأسيس مشروعات طموحة مثل “مركز جبل عمّان الجغرافي” ومشرع كتاب “تاريخ جبل عمّان”.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*